القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
الكلاب المُخلصة!
[عظيم يا عزيزي هو السرّ الذي سبق فأظهره الله لجدعون قال له: "كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب يذهب إلي القتال" (راجع قض 7: 5). فبين كل الحيوانات التي خُلقت مع الإنسان ليس من يحب سيده مثل الكلب. فهو يحرسه دومًا نهارًا وليلاً. وإن ضربه سيده وأكثر ضربه لا يبارحه، وإذا خرج مع سيده للصيد وصادف سيده أسدًا شرسًا، يسلم الكلب نفسه للموت عن سيده. هكذا يكون البواسل الذين عُرفوا في الماء. يسيرون كالكلاب على خطى سيدهم، ويبذلون نفوسهم للموت من أجله. يحاربون بشجاعة ويحرسونه ويضعونه على عيونهم ويلحسونه بألسنتهم كما يلحس الكلب سيده. والذين لا يلهجون في الشريعة يُسمون كلابًا صماء، لا تستطيع أن تنبح. وكل الذين يجتهدون في طلب الرحمة، يحصلون على خبز الأبناء فيُلقى لهم (مت 15: 26)[5].]