![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بعد حدث التجلي اﻹلهي، نزل المسيح من الجبل مع مختاري تلاميذه الثلاثة، وإذ يلتقي أسفل الجبل بقية تلاميذه التسعة، مع جموع الناس، وأب مفجوع بمرض ابنه العضال، من جراء استحواز الشيطان عليه سنين كثيرة.. هذه الصورة، توضح كيف، ولماذا أتى المسيح إلينا متجسداً !!! فلم يرتض أن يبقى في الجبل متجلياً ممجداً بالنور اﻹلهي - كما اقترح عليه بطرس الرسول-، ﻷنه لم يرتض في البدء - بعد سقوط اﻹنسان- أن يبقى في مجده اﻷسنى مع ابيه وروحه القدوس، بل أرغمته محبته للبشر أن ينزل إليهم يشاركهم آلامهم، بعد أن تسلط الشر والموت على تاج خليقته -اﻹنسان ، كما تسلط الشيطان على هذا الشاب المعذب، والذي لم يستطع أحد أن يشفيه - حتى بقية التلاميذ التسعة. كما أن كل النبؤات واﻷنبياء والشرائع والنواميس، لم تستطع أن تشفي ألم البشرية المعذبة،المعوجة، إذ زاغت عن محبتها لله ، عريسها الحقيقي وعبدت الشيطان المدمر.. لم يستطع الرسل شفاء الشاب، لقلة إيمانهم، وقلة إيمان الشعب أيضاً، إذ لم يكن أحد قد وصل للكمال والقداسة،" لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ."، ﻷنه لم يكن قد صُلب بعد، وهنا ارتباط الكمال والمجد بالصليب، ﻻ مجد بدون صليب، أي: ﻻ مجد بدون محبة متألمة ﻷجل اﻵخرين ، فقط بالصليب (المحبة:المحبة لله والقريب) يأتي الفرح والخلاص لكل العالم، وهذا ما كان موسى وايليا يتخاطبان به مع المسيح أثناء التجلي : ((اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ (صلبه وآﻻمه) الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.)) .لذلك أوصى تلاميذه :" هذا الجنس (الشيطان) ﻻيخرج إﻻ بالصلاة والصوم ".. وهنا الصلاة والصوم (ركيزتَي اﻹيمان) ليسا عقوبة، بل تقدمة محبة لله والقريب، ﻷجل شفائنا وشفاء القريب، خاصة وأن العريس لن يبقى معهم جسديا على اﻷرض، فقد أعطاهم روحه القدوس، ليبقى العريس ودائماً، لا فقط معهم بل في قلوبهم ساكن، محولاً إياهم سفراء ومبشرين، يتكلمون ويشفون باسمه كل الخليقة، وينشرون بواكير الملكوت السماوي، ليتبدد بنور هذا الملكوت ظلمة وغباوة مملكة الشر والشيطان، وتتعافى هذه الخليقة المباركة، كما انشفى هذا الشاب برحمة وتحنن السيد المحب البشر وحده.. فهو طبيب نفوسنا وأجسادنا، له وحده المجد كل حين، اﻵن وكل أوان وإلى دهر الداهرين.. |
|