تشير عبارة "اِغرِفوا الآنَ" إلى الخَدم الذين استقوا الماء بأنفسهم شهودًا على الأعجوبة الكائنة، ويشهدون أن الأعجوبة لم تكن خيالًية. أمَّا عبارة " وَكيلَ المائِدَة " فتشيرإلى مدير التشريفات، وهي عادة شرقية حيث يتبرع رجل مرموق الكرامة من أهل العريس بتنظيم وإدارة حفل العرس، ولذلك فهو يظل يقظا دون أن يسكر فلا يخلّ ُّ بالواجبات؛ فشهادته لها قيمتها. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم" أنه لكيلا يقول أحد أن الشهادة قد صدرت عن أناس سكارى لا يدرون الفارق بين الخمر والماء، جاءت الشهادة من وَكيلَ المائِدَة الذييحرص ألاَّ يسكر، إذ يلتزم بتدبير أمر العرس بوقارٍ وحكمةٍ". وكون المسيح هو الذي يطلب أن يشرب وَكيلَ المائِدَة فهذا يشير أنَّ المسيح هو العريس الحقيقي والكل مدعوِّيه. والمسيح أيضًا لم يكلّفوَكيلَ المائِدَة بتصديق استحالة الماء إلى خمر ما لم تثبت صحتها بشهادة ذوقه، إذ أراد أن يعترف وَكيلَ المائِدَةبنوعية الخمر التي تحمل قوة إلهية قادرة أن تعطي فرحًا حقيقيًا لوجود الله. شهادة وَكيلَ المائِدَة تثبت حقيقة المعجزة.