ومن الإنجيل :
قال سيدنا يسوع عن نفسه : " من قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " (يوحنا 8 : 58) وتعبير "أنا كائن " هو نفس التعبير الذي أطلقه الله على ذاته تعالى عندما سأله موسى قائلا : " ها أنا آتى إلى بنى إسرائيل وأقول لهم اله آبائكم أرسلني إليكم فإذا قالوا ما اسمه فماذا أقول لهم ؟ فأجاب الله موسى قائلا : أهيه الذي أهيه ." ( خر 3 : 13 ، 14) ومعناها : " الكائن والذي يكون." وهذا هو نفس التعبير أيضا الذي جاء في وحي الله تعالى عن يسوع عليه السلام سفر الرؤيا " أنا الألف والياء … " هو القدير على كل شعبي الكائن الذي كان وسيأتي " (رؤيا 1 : 8) وهذا يتضح من قول آخر ليسوع لما كان في جسم بشر قال : - " والآن أيها الاب أعطني الجلال عند ذاتك بنفس الجلال الذي كان لي عندك قبل كون العالم . لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ." ( يوحنا 17 : 5 ، 24). وهذا يؤكد لنا انه كان يتحدث عن ذاته الأزلية القائمة في اتحاد بالله تعالى قبل إنشاء العالم وتكوينه. وعلى هذا الأساس قال يسوع لشيوخ اليهود وعلما ء الدين : انتم من اسفل : أما أنا فمن فوق انتم من هذا العالم ، أما أنا فلست من هذا العالم ، (يوحنا 8 : 33) قال أيضا : "ليس أحد صعد إلى السماء (يوحنا 3 : 13). ونفهم من الآية الإجابة أن سيدنا يسوع المسيح لا يتحدث فقط عن مجيئه من السماء ، بل وعن وجوده كذلك في السماء أثناء وجوده على الأرض. فمن يجرؤ أن يقول هذا إلا مالئ السماوات والأرض؟
. ومن ذكرنا لقليل من كثير لنبوات وحي الله الشريف ، نفهم أن يسوع له كل الجلال جاء إلى هذا العالم ليس كرسول فقط أو مجرد نبي بل كإله في جسم بشر. " حقا أن هذا السر عظيم ، جاء الله في جسم بشر ، شهد الروح انه صالح ، شاهدته الملائكة ، نادى به اتباعه بين الشعوب، آمن به الناس في العالم ، رفعه الله إليه بجلال." (1تيماثوس 3:16)