يوحنا .. أرسل اثنين من تلاميذه، وقال له:
أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ فأجاب يسوع وقال لهما:
اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان ....
( مت 11: 2 - 4)
إن القوة التي شَفَت المرضى والعُرج والعُمي، وأخرجت الشياطين، وأقامت الموتى، كانت تستطيع بلا شك إنقاذ يوحنا من السجن. ولكنه كان يجب أن يتعلم أن الرب شفى هؤلاء المساكين بمنتهى السهولة لأن طبقة التربة الخفيفة لطبيعتهم لم يكن ممكنًا أن تحتمل حصادًا أوفر، فنفوسهم لم تكن تحتمل الحَرث العميق الذي لا يُستخدم إلا في التربة العميقة. أما يوحنا فلأن نفسه كانت كريمة عمقية ـ إذ كان أعظم المولودين من النساء ـ ولأن طبيعته كانت قادرة أن تعطي أعظم الثمار في فلاحة الله، فقد تُرك منتظرًا. فبينما نال الآخرون البركة ومضوا إلى حال سبيلهم، كان باقيًا ليوحنا ثلاثة أشهر فقط، وفيها كان يجب أن يعمل الصبر والإيمان عمله التام.