الكائن كل حين و على الدوام فى الآب..
لقد ارتفع مسيحنا كى يصعد باكورتنا إلى السماء, فتحت الابواب الدهرية ليدخل موكبه الملوكى (ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء) ,لم يختبىء وراء الأشجار فى بستان عدن كأدم الأول, بل ظهر علانية صاعداً امام تلاميذه بعد ان اصلح ما افسده أدم و بعد ان اعطانا ثوب النعمة بدل أوراق التين, فصعوده هو الصورة المضادة لهبوط أدم.. لسنا مطرودين فيما بعد, و إن كنا فى أرض نفى -نفينا من فردوس النعيم- لكننا مغسولين بالدم الذكى الكريم, و نعيش تحت ربوبية مليكنا محب البشر الصالح. موته تاكد بالدفن ثلاثة ايام, وقيامته تاكدت بظهورات و براهين لا تقاوم, و صعوده تاكد بالإرتفاع و الجلوس عن يمين الآب.. إنه حى و يشفع فينا كل حين, صائراً على رتبة ملكى صادق رئيس كهنة إلى الأبد, يرثى لضعفنا
و به ننال الرحمة و الحماية, ونجد عوناً و نعمة فى حينها. لاق به من اجل الكل و بالكل ان يأتى بابناء كثيرين إلى المجد و ان يكمل تقديسنا بالآمه, هو الكاهن و هو الذبيحة الكاملة و هو رسول اعترافنا الضامن و المحامى عنا حاملاً الجراحات التى جرح بها فى بيت احبائه (زك٦:١٣) جراحاته التى تسجلت بروح ازلى و صارت ابدية كل حين ظاهرة امام وجه الله لاجلنا.