لقد بقي علمنا حتى اواخر حياته يتعاطى الترتيل والتعليم الموسيقي ويشهد الكثيرون ممن كانوا يزورونه في محله التجاري إن كان في بيروت أوفي دمشق، بأن وقتاً كبيراً كان يخصصه للعطاء، لقد كان شغله الشاغل ان تكون لكنيستنا مؤلفات موسيقية يجد فيها المرتلون كل مايلزمهم من التراتيل بلغة عربية سليمة منسجمة مع اللفظ والمعنى. وهذا مافعله تباعاً وقد جاءت محاولاته فردية، ولكنه باتأكيد سينال عنها جائزة الأبكار السماويين الجالسين عن اليمين… ماذا كان سيحل بكنيستنا الأنطاكية لجهة الترتيل لو لم يكن متري المر؟ لاشك ان ربنا وهو في وسط كنيسته هوالمدبر…
وتابع ولده الموسيقار فؤاد من بعد وفاة والده، إصدار المؤلفات الموسيقية، وبذلك حقق وصية والده واصدر كتب :” المزمار الروحي”بأجزائه الثلاثة، و”القياميات” و” الكنوز الموسيقية البيزنطية” والجدير بالذكر ان قسماً من الألحان المنشورة في هذه الكتب من وضع فؤاد متري المر.
وفؤاد هذا علم الترتيل في القاهرة واسس جوقة في كنسة ”الشوام” اي “كنيسة رؤساء الملائكة” في الظاهر، وقد لاحظت انهم يرتلون مديح السيدة كما هو وضعها وعلم اسلافهم اياها ” فمي إذ افتحه…”.
وكان وجودي في هذه الكنيسة في الصوم الكبيرعام 1994 حيث كنت موفداً في عملي الى مصر، وكنت مساء انتقل من مصر الجديدة الى الظاهر الى هذه الكنيسة لحضور صلوات الصوم والمساهمة في الترتيل، اضافة الى الآحاد.
واشير الى اننا جميعنا واساتذتنا ومن علمنا وعلمناهم نرتل وفق الكتب الموسيقية التي وضعها هذا العلامة متري المر، ونعيش نحن ونرى بالمقابل اجواء الخشوع والتقى عند المصلين.