![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «١١ وَقَالَ ٱللهُ: لِتُنْبِتِ ٱلأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً، وَشَجَراً ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى ٱلأَرْضِ. وَكَانَ كَذٰلِكَ. ١٢ فَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً كَجِنْسِهِ وَشَجَراً يَعْمَلُ ثَمَراً بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى ٱللهُ ذٰلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ١٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً». ع ٢٩ وتثنية ٣٢: ٢ وإشعياء ٣٧: ٢٧ وعبرانيين ٦: ٧ ص ٢: ٩ متّى ٧: ١٦ و١٧ ولوقا ٦: ٤٤ ويعقوب ٣: ١٢ لِتُنْبِتِ ٱلأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً، وَشَجَراً الخ هذا مما ذكرناه في جدول الحوادث الخمس عشرة وهو الحادثة الخامسة منها. أي إن أقدم أنواع النبات الذي آثاره في الصخور هو النبات المائي كبهق الحجر أو حزاز الصخر والفطر والطحلب والخنشار مما لا بزور له فيتولد من الجراثيم والطحلب. وفي هذه الآية المخلوق الثاني وكان المخلوق الأول المادة التي رُتبت في نطام الكون بما عيّنه الله من النواميس الآلية والكيمية. وهذه النواميس لا تزال عاملة لكنها لا يمكنها أن تزيد ذرة على ما أبدعه الحياة النباتية ثم الحياة الحيوانية ولا يقدر على ذلك سوى الأزلي الذي هو على كل شيء قدير. وفي هذا العمل ثلاثة مخلوقات. العشب و هو الأصل العبراني «دشا» أي ما يعلو وجه الأرض من الخضرة النباتية غير مرتفع بالنمو. وفي العربية «دسا نقيض زكا» أي نقيض نما فإذاً المقصود به الطحلب على أنواعه كبهق الحجر وأمثاله وهو ما نشاهده اليوم على وجه الصخر ويظهر لنا بالمجهر أي المنظر المكبر عشباً دقيقاً ومن هذه الرتبة كل ا نباتات النامية من داخل. البقل وهو في الأصل العبراني «عشب» والمقصود به ما نما وحمل بزراً من الأعشاب كالحنطة وأشكالها من ذوات الحبوب أي القطاني. الشجر وهو النبات البالغ أعلى درجات الارتقاء مما قام على ساق خشبية وغشى بزره لحم وأكثره صالح للأكل كالأثمار التي يتناولها الناس. فهذه ثلاث رتب للنبات. الرتبة الأولى نشأت إلى نهاية المدة الفحمية. وهذه لم تثبت بالمشاهدة لآثارها في طبقات الصخور لكن حكمنا بها التزاماً لأن الأشجار المثمرة لا تنبت إلا بعد ظهور الشمس بحرّها والحبوب لم تظهر إلا قبيل خلق الإنسان فكانت له طعاماً. وعلى هذا يتبين أن النبات لم يكمل إلا في اليوم السادس وهو المدة التي خلق فيها الحيوان المحتاج إلى أنواع النبات العالية. فالنبأ الإلهي بخلق النبات في هاتين الآيتين يُثبت أنه كان على سبيل التدريج. وهذا مما أثبتته الآثار في طبقات الصخور لأنه لما خلق الله «الدشا» اي الأنواع الطحلبية أبدع ناموس العالم النباتي وهذا العمل الأول يتضمن كل ما وليه من درجات الارتقاء في المملكة النباتية. والقانون الكتابي الصحيح في ذلك إن النبأ بعمل يستلزم كل أموره ومتعلقاته في الحال والمستقبل. وإنا أخبرنا في كل يوم من أيام الخلق بمخلوق جديد فيعتبر باقياً وهو وكل نواميسه متدرجاً في الكمال. فاليابسة التي وُجدت في اليوم الثالث لم تجف دفعة فتصلح لسكن الحيوانات البرية وتأصل النبات حتى اليوم السادس. ونستدل من علم الجيولوجيا أن الهواء الذي خُلق في اليوم الثاني لم يخلص من الغازات السامة ليصلح لتنفس الحيوان إلا بعد أزمنة طويلة تحولت فيها تلك الغازات فحماً بنمو النبات الكثيف الذي امتص تلك الغازات. فإذاً لما قال الله في اليوم الثالث «لتنبت الأرض عشباً وبقلاً... وشجراً» أمر بأن يكون ذلك جارياً على سنن الكمال متدرجاً إليه على ما تقتضيه أحوال الأرض والحيوان الذي خُلق عليها. ففي عمل الله الترتيب فلم يخلق شيئاً قبل وقته فصنع كل شيء حسناً على سنن حكمته الأزلية. أيوب ٢٦: ١٠ و٣٨: ٨ ومزمور ٣٣: ٧ و١٠٤: ٧ إلى ٩ وأمثال ٨: ٢٩ وإرميا ٥: ٢٢ لِتَجْتَمِعِ ٱلْمِيَاهُ قال غسينيوس اللغوي المشهور الأصل في العبراني يفيد معنى القطران أكثر مما يفيد معنى الاجتماع إلى مكان واحد وهذا القطران لم يمكن إلا بعد أن برد سطح الأرض بإشعاع الحرارة إلى الفضاء. قلنا والكلمة العبرانية «يقرو» من «قرأ» ولها عدة معان جمع كقرى في العربية. ففي القاموس «قرى الماء في الحوض يقريه قرياً وقرى جمعه». وأضاف وهو كقرى في العربية أيضاً واستخرج وهذا يوافق ما قاله ذلك اللغوي على تقدير إن القطر خرج مما كان فيه بخاراً على أن الاجتماع إلى مكان واحد لا يمنع من أن يكون الماء المجتمع وقع قطراً وأي مانع من أن نقول اجتمع القطر إلى مكان واحد. إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ أي قرار البحر. من تأمل في عمق البحر وعلو أعلى الجبال عرف شدة القوة الجارفة التي غيّرت سطح الأرض في اليوم الثالث. واتساع البحر بالنسبة إلى البر عظيم جداً والسرّ في ذلك أنه لو كان اتساعه أقل من اتساع البر أو كاتساعه ما نشأ عنه المطر الكافي لنمو النبات وحياة الحيوان. لْتَظْهَرِ ٱلْيَابِسَةُ يظهر إن هذا العمل كان بسيطاً جداً والواقع إنه اقتضى تدبيراً خاصاً من تدابير الخالق القدير لأنه لو بقيت طبقات الصخور على وضع أفقي مستوٍ أو كانت مرتبة كقشر البصلة لغطى الماء كل وجه الأرض على عمق واحد تحت كرة الهواء. والذي يظهر لنا من علم الجيولوجيا ومن المشاهد الطبيعية إن تلك الطبقات تكسرت وتشققت ودُفعت إلى وجه الأرض ورُكم بعضها على بعض بهيجان البراكين الناشئة عن النيران التي في جوف الأرض ثم جرفت السيول بعضها وفتّتته على توالي السنين والحقب. وهذا كان عمل اليوم الثالث. ولنا من هذا العمل آيات على حكمة الخالق بيّنات. الأولى: تنوّع حاصلات الأرض النباتية بارتفاع التلال والجبال لتذخر عليها الثلوج وينبت عليها ما لا ينبت في السهول والأودية. الثانية: الوصول إلى المعادن الضرورية للإنسان كالحديد والذهب والفضة والنحاس والفحم والملح والزيت المعدني. فإن الله أعدّ ذلك كله للإنسان قبل أن يخلقه لينتفع به عند وجوده ولولا انقلاب الصخور كذلك امتنع وصوله إليها. الثالثة: نشوء الأودية فإنه لو لم تكن ما جرت المياه وتفرّقت على وجه الأرض بل ركدت في منافع عظيمة فأفسدت الهواء فامتنعت حياة الإنسان والبهائم. الرابعة: نشوء الأتربة المختلفة بانحلال الصخور وتفتتها وانتشارها على وجه الأرض فموافقتها لكل أنواع النبات والحيوان. الخامسة: وفرة الينابيع والأنهر والخلجان والبحور والبحيرات من العذب والمالح التي كانت راحة وبركة للإنسان وتسهيلاً لأعماله وأسفاره. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|