![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() رِيَاءُ الِازْدِوَاجِيَّةِ قَدْ يَكُونُ قَلْبُ الإِنْسَانِ مُنْقَسِمًا، وَبِالتَّالِي يَعِيشُ رِيَاءَ الِازْدِوَاجِيَّةِ؛ فَهُوَ يُعَبِّرُ خَارِجِيًّا عَنْ شَيْءٍ بِخِلَافِ مَا فِي دَاخِلِهِ مِنْ قَرَارَاتٍ وَاسْتِعْدَادَاتٍ. إِنَّهُ يَهْتَمُّ بِالمَظْهَرِ عَلَى حِسَابِ الجَوْهَرِ، وَيَهْتَمُّ بِالطُّقُوسِ عَلَى حِسَابِ السُّلُوكِ، وَيَهْتَمُّ بِالكَلَامِ عَلَى حِسَابِ الفِعْلِ. إِنَّ هَذِهِ الِازْدِوَاجِيَّةَ شَرٌّ عَمِيقٌ يَسْتَنْكِرُهُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ بِشِدَّةٍ، كَمَا جَاءَ فِي صَلَاةِ صَاحِبِ المَزَامِيرِ: "لَا تَجُرْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَفَعَلَةِ الآثَامِ، مَنْ يُسَالِمُونَ قَرِيبَهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَالشَّرُّ كَامِنٌ فِي قُلُوبِهِمْ" (مَزْمُورُ 28: 3-4). وَمِنْ هُنَا جَاءَتْ كَلِمَاتُ سَيِّدِنَا يَسُوعَ المَسِيحِ: "الإِنْسَانُ الطَّيِّبُ مِنَ الكَنْزِ الطَّيِّبِ فِي قَلْبِهِ يُخْرِجُ مَا هُوَ طَيِّبٌ، وَالإِنْسَانُ الخَبِيثُ مِنْ كَنْزِهِ الخَبِيثِ يُخْرِجُ مَا هُوَ خَبِيثٌ، فَمِنْ فَيْضِ قَلْبِهِ يَتَكَلَّمُ لِسَانُهُ" (لُوقَا 6: 45). القَلْبُ، كَمَصْدَرِ النَّوَايَا العَمِيقَةِ لِلإِنْسَانِ، هُوَ الَّذِي يُقَرِّرُ أَعْمَالَنَا الصَّالِحَةَ أَوِ الشِّرِّيرَةَ. "إِنَّ الإِنَاءَ يَنْضَحُ بِمَا فِيهِ" كَمَا يَقُولُ المَثَلُ. القَلْبُ الفَاضِلُ لَا يَصْدُرُ مِنْهُ إِلَّا الإِيجَابِيَّاتُ، وَ"مَا بِيَطْلَعُ مِنَ المَلِيحِ إِلَّا المَلِيحُ". يَدْعُونَا يَسُوعُ أَنْ نُظْهِرَ كَمَا نَحْنُ، لَا رِيَاءَ فِينَا وَلَا فَرِّيسِيَّةَ. وَمِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ، يَجِبُ أَنْ تَتَجَاوَبَ حَرَكَاتُنَا الظَّاهِرِيَّةُ مَعَ شُعُورِنَا الدَّاخِلِيِّ، وَأَنْ تَصْدُرَ شَعَائِرُنَا الدِّينِيَّةُ عَنْ إِيمَانٍ بَاطِنِيٍّ وَطِيدٍ. لِذَلِكَ يَطْلُبُ السَّيِّدُ المَسِيحُ مِنْ تَلَامِيذِهِ فِي مُعَامَلَتِهِمْ مَعَ إِخْوَتِهِمْ دُونَ رِيَاءِ القَلْبِ أَنْ يَكُونُوا شَجَرَةً صَالِحَةً لِيَأْتُوا بِالثَّمَرِ الصَّالِحِ. وَإِذَا أَثْمَرْنَا ثَمَرًا رَدِيئًا، يَأْتِي تَأْنِيبُ يَسُوعَ لَنَا: "لِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ! وَلَا تَعْمَلُونَ بِمَا أَقُولُ؟" (لُوقَا 6: 46). وَلَكِنْ إِنْ كُنَّا نُحِبُّ يَسُوعَ وَنُرِيدُ أَنْ نَتْبَعَهُ فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ بِمَا يَقُولُ، فَنُثْمِرَ ثَمَرًا طَيِّبًا. |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|