![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يليق بنا أن نسمو فوق متطلِّبات الناموس، لكن للأسف أحيانًا ننحدر فلا ننفِّذ حتى متطلِّبات سفر التثنيَّة. إن كان سفر التثنيَّة يحثِّنا أن نهتم حتى بحمار قريبنا أو ثوره كيف لا نبالي بأفكاره وقلبه وكيانه الداخلي حين يسحبه الشيطان إلى نيران جهنَّم، مقدِّمين أعذارًا كثيرة باطلة وغير لائقة. إن كنَّا لا نحتمل أن نرى حمار قريبنا شاردًا، فما هو موقفنا إن كان مالك الحمار نفسه شاردًا؟! لنرتفع فوق كل تبرير ونصالح أخانا إن كان في خصومة معنا مهما كلَّفنا الأمر، ونبحث عن نفس أخينا التائه أينما وجد، فإن هذا ما يطلبه حتى ناموس العهد القديم. * يليق بك أن تدرك أن الانفصال عمَّن تدخل معهم في صراعٍ أو المصالحة معهم أمر أقل من رفع حيوانٍ ساقطٍ تحت ثقلٍ ما. إن كان يجب تقديم المساعدة لإقامة حمار الأعداء أليس بالأكثر يجب إقامة نفوس الأصدقاء، خاصة متى كان السقوط خطيرًا، إذ لا تسقط النفوس في وحلٍ، بل في نار جهنَّم دون أن نرفع عنهم ثقل الغضب الحال عليهم. عندما ترى أخاك ساقطًا تحت الثقل والشيطان واقفًا يشعل الحطب بالنيران تجري عنه بقسوة لا تعرف الرحمة، الأمر الذي لا يليق أن تفعله حتى بالنسبة للبهائم. عندما رأى السامري إنسانًا جريحًا غير معروف، ولا ينتسب إليه قط، وقف وحمله على الحيوان وجاء به إلى الفندق، واستأجر طبيبًا، وأعطاه مالًا، ووعد أنَّه يقدِّم مالًا أكثر، بينما أنت ترى إنسانًا ساقطًا ليس بين لصوصٍ بل بين عصابة شيَّاطين وَحَلَّ عليه الغضب، ليس في البريَّة، بل وسط الساحة، والمطلوب منك لا أن تقدِّم مالًا، ولا أن تستأجر حيوانًا يحمله، ولا تسير معه طريقًا طويلًا، إنَّما تقول له بعض الكلمات، ومع هذا تَتَبَاطَأ! تعطيه ظهرك وتجري في قسوة بلا رحمة! كيف تظن أنك بعد هذا تدعو الله لتجده مملوء حنانًا؟! القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|