ظنّ رجال الإنقاذ في البداية أن الدلافين التي ظهرت فجأة حولهم لم تكن سوى كائنات مرحة تمارس لعبها المعتاد. لكن سرعان ما تغيّر كل شيء.
بدأت مجموعة الدلافين بالدوران حول السباحين في حركة دائرية دقيقة وسريعة. وفي كل مرة حاول فيها أحدهم الخروج من الدائرة، اندفع دولفين بقوة ليعيده إلى الداخل. كان المشهد محيّرًا حتى ظهرت الحقيقة: قرش أبيض ضخم ينساب بصمت تحت سطح الماء، يترصّد فريسته.
في لحظة مصيرية، اتخذت الدلافين موقفًا لا يُصدّق. اصطفت لتشكّل درعًا حيًّا يفصل بين البشر والمفترس. وعلى مدار 40 دقيقة مشحونة بالتوتر، واصلت تلك الكائنات حركتها الدفاعية، دون أن تتراجع أو تتعب.
ما بدا وكأنه تصرف غريزي، تحوّل إلى فعل بطولي. لقد أثبتت الدلافين مرة أخرى أنها ليست فقط من أذكى مخلوقات البحر، بل ربما من أشجعها.