هاجم عدد من سكان شارع جامعة الدول العربية بحى المهندسين المسيرات التى ينظمها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التى تنطلق فعالياتها من مسجد مصطفى محمود، بسبب ما وصفوه بـ«تعطيل الحال»، وتسرّب الخوف والرعب إليهم وأسرهم نتيجة طبيعة الملابس التى يرتديها المتظاهرون وأشكال اللحى التى تشعرهم بالعيش داخل دولة جهادية، على حد وصفهم، بالإضافة إلى ترديد المتظاهرين هتافات من شأنها إهانة القوات المسلحة والتشكيك فى وطنية بعض القوى والرموز السياسية وإشهار العنف فى وجه كل من يعترض طريقهم، والإطاحة بالحواجز التى يضعها بعض أصحاب المنازل والمحلات القريبة من المسجد أمامها لحمايتهم منهم.
وقال أحمد خلف، صاحب مكتب لتعليم قيادة السيارات، بجوار المسجد: «حالنا موقوف، وأنا بقيت قافل المحل باستمرار، وباجمع أولادى والشباب اللى شغالة عندى علشان أحمى العربيات من المتظاهرين اللى بيطلعوا فوقها علشان يهتفوا». وأضاف الرجل الستينى، قائلاً: إن تنظيم الإخوان للمسيرات يجب أن يسبقه تعليمهم طريقة التعامل مع الآخر وحفظ حقوق السكان والعاملين فى المنطقة، وليس تعمد إهانة كل من يعترض طريقهم وبث الخوف فى نفوس الجميع، وختم كلامه قائلاً: «والله العظيم بقينا نمسك قلبنا بإيدينا لما نشوفهم خارجين من الجامع ونقول ربنا يسترها علينا».

محمد طلبة
واتفق حسن سمير، صاحب كشك ملاصق للمسجد، مع سابقه فى الشعور بالخوف والرعب من كثرة المسيرات المؤيدة للرئيس المخلوع محمد مرسى، بسبب الملامح العدوانية للمتظاهرين وحماسهم الزائد الذى يضطرهم فى معظم الأحيان إلى ملاحقة من يعترضهم بالسب والإهانة، حيث يقول إن معظم الزبائن التى كانت تتعامل معه أدارت وجهها إلى شوارع أخرى لشراء احتياجاتهم اليومية: «لأنه مافيش حد هيبعت ولاده علشان ينضربوا»، وغالبية السكان الذين يمتلكون مساكن فى أماكن أخرى انتقلوا للعيش فيها لحين هدوء الأوضاع، خصوصاً بعد تزايد أعداد المسيرات التى أصبحت شبه يومية، والاعتراضات المستمرة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين على أئمة وخطباء المسجد، بالإضافة إلى تغيير الشباب دفتهم إلى شوارع أخرى أكثر هدوءاً للتنزه فيها.
«والله العظيم أنا عارض شقتى للبيع وعاوز أمشى من هنا» يتحدث أحمد كامل مهندس مدنى: «التظاهر والاعتراض حق للجميع، ولكن دون تعطيل لمصالح المواطنين المختلفين معهم فى الرأى وقطع الطرق عليهم، وإدخال الرعب والخوف فى نفوس الجميع بتنظيم مظاهرات شبه يومية وترديد هتافات عبر مكبرات الصوت، ودون مراعاة حرمة المرضى وكبار السن والأطفال الذين ينزعجون بأصواتهم، وغلق الشوارع بالساعات وتعطيل حركة المرور بحجة التظاهر السلمى».
ويضيف «أحمد» قائلاً: إن الملامح التى تظهر عليها وجوه المتظاهرين واللافتات التى يرفعونها فى أيديهم تشعر الناس وكأن مصر تحوّلت إلى أفغانستان أو الدول قريبة الشبه بها: «إحنا بدأنا نشك إنهم مصريين»، يتوقف «أحمد» قبل أن يواصل: «وبالرغم من كل اللى بيحصلنا ده قوات الأمن ساكتة وبتديهم مساحة للتفاوض»، دون النظر إلى المتاعب اليومية التى يقول إن سكان المنطقة يتعرّضون لها، بالإضافة إلى إحساسهم الدائم بعدم الأمان الذى أصبح يسيطر عليهم، وعلى أسرهم.

حسن سمير
محمد طلبة، فرد أمن بأحد المستشفيات الخاصة المجاورة لمسجد مصطفى محمود، يؤكد أن إدارة المستشفى لجأت إلى زيادة أعداد أفراد الأمن به بعد كثرة تنظيم الإخوان للمسيرات المؤيدة للرئيس المخلوع ووقوف المتظاهرين على نوافذ وسلالم المستشفى دون أن يتمكن أحد من إنزالهم أو مجرد التصدى لهم، مشيراً إلى أنه بمجرد الإعلان عن موعد خروج مسيرة الإخوان تصاب المنطقة بحالة من الشلل التام، حيث يقوم أصحاب الأكشاك والمحلات الصغيرة بغلقها والانتظار أمامها لحمايتها، ويضطر البوابون وأفراد الأمن إلى غلق بوابات العمارات وجراجات السيارات خوفاً من اقتحامها.
الوطن