![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيامة
![]() تتضمن القيامة بحسب تعليم الكتاب المقدس قيامة الأجساد وتغيير هذه الأجساد وبقاءها إلى الأبد. فيختلف هذا التعليم إذن عن عقيدة المصريين القدماء التي تقول بأن ال "باء" أو الشخصية الهيولية للإنسان الميت كانت تقوم بزيارة جسمه المحنّط من وقت إلى آخر. ويختلف أيضًا هذا التعليم عن الرأي الذي قال به الفيلسوف اليوناني افلاطون أن النفس هي الخالدة فحسب. ويختلف أيضًا عن القيامة والعودة إلى الأرضية المألوفة كما حدث في قيامة ابن أرملة نايين (لو 7: 11-17). وكما حدث أيضًا في قيامة لعازر (يو 11: 1-44). ويمكن أن ندرس موضوع القيامة بحسب ما يأتي: أولًا: القيامة في العهد القديم: يظهر من الإيمان بالإثابة والجزاء الوارد في أيوب 19: 25-27 بأن القيامة مفهومة ضمنًا. وكذلك تذكر القيامة ضمنًا في المواضع التي يعبّر فيها عن رجاء الحياة الآتية مع الله وفي حضرته في المزامير (مثلًا 16: 9-11 و17: 15 و49: 15 و73: 24) ويحدثنا اشعياء 26: 19 عن قيامة المؤمنين، وكذلك يعلم دانيال 12: 2 عن قيامة البعض للحياة الأبدية وقيامة آخرين للعار والإزدراء الأبدي ويصف حزقيال في إصحاح 37 نوعًا من القيامة يرمز إلى نهوض شعب الله. ثانيًا: القيامة في العهد الجديد: أ. قيامة المسيح: اخبر المسيح بقيامته من بين الأموات مرّات عديدة قبل صلبه وموته ودفنه (مت 12: 38-40 و16: 21 و17: 9 و23 و20: 19 و27: 63 ومر 8: 31 و9: 9 و31 و10: 34 و14: 58 ولو 9: 22 و18: 33 ويو 2: 19 و21). لكن لم يدرك التلاميذ هذه الأقوال تمامًا إلاّ بعد قيامة المسيح من بين الأموات. وأصبحت قيامة المسيح إحدى الدعائم الأساسية القويمة التي بنيت عليها مناداة الرسل فكان محور تبشيرهم أن المسيح قد قام من بين الأموات (اع 2: 32 و1 كو 15: 4). وتقدّم الأناجيل وسفر أعمال الرسل ورسائل العهد الجديد براهين وحججًا للقيامة لا يمكن أن يتطرق إليها الشك وهي: 1. القبر الفارغ: تحقق لنا الأناجيل الأربعة بأن القبر الذي وضع فيه جسد يسوع بعد الصلب وُجد في فجر أحد القيامة فارغًا خاليًا خاويًا (مت 28: 6 ومر 16: 6 ولو 24: 6 ويوحنا 20: 1 و2). وإن لفائف الكتّان والأربطة التي لفّ بها جسد يسوع وربطت حول رأسه وجدت موضوعة بكيفية جعلت يوحنا يوقن بأن جسد المخلص خرج من هذه اللفائف والأربطة بطريقة معجزية من دون أن تُحَلّ اللفائف أو تفك الربط (يو 20: 5-8). . وقد أوضح الملاك حقيقة القبر الفارغ بالقول "إنه قد قام" (مت 28: 6). وقد حاول بعض قادة اليهود ورؤسائهم أن يفسروا حقيقة القبر الفارغ بأن ادّعوا أن تلاميذه سرقوا الجسد (مت 28: 12-15). ولكن يظهر بطلان هذه الأكذوبة في أن تلاميذ يسوع نادوا بالقيامة محققين إياها بالرغم عما جلبت عليهم هذه المناداة من السجن والموت. وقد حقق بطرس القيامة بشجاعة وقوة في أورشليم (اع 2: 32) حيث كان القبر الذي وضع فيه جسد يسوع قريبًا وكان في استطاعة أي إنسان أن يراه فارغًا. 2. ظهور المسيح بعد القيامة: ظهر المسيح بعد القيامة لشهود كثيرين في أماكن عديدة متفرقة يبعد أحدها عن الآخر مسافات شاسعة، وقد ظهر أيضًا في ظروف ومناسبات متعددة ومتباينة: أ. فقد ظهر لمريم المجدلية (مر 16: 9). ب. ولبعض النساء التلميذات (مت 28: 9). ج. ولبطرس (1 كو 15: 5). د. وللتلميذين الذين كانا ذاهبين إلى عمواس (لو 24: 15-31). ه. وللرسل العشرة وفي هذه المرة لمسوا يسوع وجسوه، واكل أمامهم فأثبت لهم أنهم لا يرون رؤيا بل يرون حقًا المسيح المقام (لو 24: 36-43). و. وظهر للإحدى عشر رسولًا وتوما معهم ولم يكن توما موجودًا في المرة السابقة التي ظهر فيها المسيح للرسل ولذلك شك ولم يؤمن إلا لما ظهر لهم يسوع وتوما معهم (يو 20: 21-28). ز. ظهر لسبعة من التلاميذ الذين كانوا يصطادون في بحر الجليل (يو 21: 1-24). ح. وظهر للأحد عشر رسولًا في الجليل (مت 28: 16 و17). ط. وظهر لخمس مئة من المؤمنين (1 كو 15: 6). وربما تم هذا الظهور في نفس الوقت الذي ظهر فيه للأحد عشر رسولًا في الجليل. ي. ثم ظهر ليعقوب (1 كو 15: 7). ك. وظهر للأحد عشر رسولًا فوق جبل الزيتون عند الصعود (اع 1: 2-9). ل. ثم ظهر لشاول الطرسوسي وقت أن كان عدوًا للمسيحيين وكان ذاهبًا إلى دمشق ليضطهدهم (اع 9: 1-5). وهذه السحابة من الشهود الكثيري العدد تؤيد من غير شك، حقيقة قيامة يسوع المسيح من بين الأموات كحقيقة تاريخية ثابتة. 3. التغير الذي حدث في حياة التلاميذ: فقبل أن رأى التلاميذ يسوع المقام وقبل أن سمعوه كانوا في حالة ذريعة من اليأس والخوف (لو 24: 17-21 ويو 20: 19). أما عندما رأوا المسيح المقام وعندما سمعوه، وعندما حلّ عليهم الروح القدس الذي أرسله إليهم حدث تغير عجيب معجزي في حياتهم فتحولوا من اليأس إلى الرجاء، ومن الخوف إلى الثقة والاطمئنان. وانطلقوا ينادون بالمسيح المصلوب المقام غير هيّابين ومن دون خوف أو وجل. 4. إقامة العبادة المسيحية في اليوم الأول من الأسبوع: كان يوم السبت هو العبادة عند اليهود وفقًا للوصية الرابعة (خر 20: 8-11). إلا أن المسيحيين الأولين وكان كثيرين منهم من أصل يهودي، كانوا يجتمعون في اليوم الأول من الأسبوع للعبادة وكسر الخبز (اع 20: 7 و1 كو 16: 2) وما حدث هذا التغيير إلا إكرامًا لقيامة المسيح التي تمت في يوم الأحد. إن قيامة المسيح برهان قوي على أنه ابن الله (يو 20: 28 ورو 1: 4). وهي التي تحقق لنا خلاصنا من الخطيئة (1 كو 15: 17) وتبريرنا (رو 4: 25) وهي مصدر قوة الحياة المسيحية (فيلبي 3: 10). وهي أقوى ضمان للمؤمنين به على أنهم سيقومون من بين الأموات (1 كو 15: 12-23). ثالثًا: القيامة العامة: لقد علم المسيح بوضوح بأن الموتى سيقومون. ولقد نقض حجَّة الصدوقيين الذين كانوا ينكرون القيامة، من أساسها. وأوضح لنا أنه بعد القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون وأنه لا يكون بعدها موت جسدي (مت 22: 23-33 ومر 12: 18-27 ولو 20: 27-38). وكثيرًا ما نرى تعليم المسيح عن القيامة العامة مرتبطًا بتعليمه عن الدينونة النهائية (مت 11: 22 و24 و12: 41 و42 و25: 31-46 ويو 5: 28 و29). وقد علم الرسل أيضًا عن القيامة العامة التي فيها يقوم الأبرار والخطاة (اع 24: 15) عند الدينونة الأخيرة (رؤيا 20: 12 و13). ويظن بعضهم أن "القيامة الأولى" المذكورة في رؤيا 20: 5 تشير إلى قيامة أجساد الشهداء، ويظن آخرون أن هذه العبارة تشير إلى انتقال أرواح المؤمنين إلى السماء. ويصف الكتاب المقدس جسد المؤمنين في القيامة بأنه يكون في "عدم فناء" وفي "مجد" وفي "قوة" (1 كو 15: 42 و43)، وبأنه سيتغير إلى شبه جسد المسيح المجيد (فيلبي 3: 21). ويستخدم الرسول بولس القيامة كحافز للمؤمنين ليحفظوا أجسادهم نقيّة وليتجنبوا الخطايا الجسدية (1 كو 6: 13 و14). |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنواع القيامة
لقداسة البابا شنودة الثالث بمناسبة عيد القيامة، أرى أن أحدثكم في هذا اليوم عن شيء عن القيامة. الموت لا يعني فقط الموت الجسدي، فهناك نوعان من القيامة: قيامة الموتى وقيامة الأحياء. قيامة الموتى: قيامة الموتى معروفة، وهي قيام الميت من الموت ليصبح حيًا مرة أخرى. والسيد المسيح أقام 3 من الأموات: أقام ابنة يايرس وهي في البيت، وأقام ابن أرملة نايين وكانوا سائرين به في الشارع، وأقام لعازر وهو داخل القبر. قيامة الأحياء: أما قيامة الأحياء، فمعناها كما قال الشاعر: ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء ومعنى "ميت الأحياء" أي أنه حي لكنه معتبر ميت. راعي كنيسة ساردس هو مثال للمائتين روحيًا: ومن أمثلة هؤلاء راعي كنيسة ساردس أو ملاك كنيسة ساردس أو أسقف كنيسة ساردس، الذي أرسل له السيد المسيح رسالة قائلًا: "لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 1). أي أنك موجود وترعى شعب من الشعوب وتعظ وتتكلم وتزور وبالرغم من هذا فأنت ميت. ومعنى "ميت" أن لك الحياة الجسدية مع الموت الروحي، أي ميت روحيًا وإن كنت تحيى جسديًا. وكثير من الناس بهذا الشكل. لهم حياة جسدية أي يذهب ويجيء ويأكل ويشرب ويتكلم ويتنفس ولكنه ميت روحيًا. جميع الخطاة بهذا الشكل. مثل الابن الضال عندما رجع لبيت أبوه قال: "ابني هذا كان ميتًا فعاش" وهو في الحقيقة لم يكن ميتًا في الجسد. كان ميت روحيًا وعاش عندما رجع إلى الآب. St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت جميع الخطاة موتى روحيًا وإن كانوا يحيون جسديًا: والكتاب المقدس يتكلم كثيرًا عن هذا الموت الروحي المحتاج إلى إقامة. حيث يقول: "وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 1). ويقول في نفس الإصحاح: "وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 5). فكل واحد سائر في الخطية معتبر عند الله ميت، ومحتاج أن يقوم من الأموات، مهما كان في وظيفة كبيرة، ومهما كان يعمل مشروعات كبيرة، لكنه معتبر عند الله ميت. لأن الله هو الحياة، فالرب يسوع المسيح يقول: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (إنجيل يوحنا 11: 25). "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (إنجيل يوحنا 14: 6). فما دام هو الحياة يكون المنفصل عنه بالخطيئة، منفصل عن الحياة، يعتبر ميت. والله هو النور حيث يقول: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (إنجيل يوحنا 8: 12). فالمنفصل عنه يكون منفصل عن النور، ويعيش في الظلمة. فيكون الخاطئ أمام الله فاقد للحياة ويعيش في الظلمة لذلك يقول: "اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 14). أي استيقظ وقم من الأموات لأنك ميت. هؤلاء الذين يعتبرون كأنهم أموات لأنهم يعيشون في الخطيئة، حتى لو ظهر أنهم يقومون بأي أعمال صالحة من الخارج السيد المسيح قال عنهم: إنهم يشبهون: "قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ" (إنجيل متى 23: 27). التوبة قيامة للأحياء: القيامة تكون بتوبة الخاطئ أو أن يقيمه شخص آخر، ولذلك في رسالة معلمنا يعقوب الإصحاح الخامس يقول: "مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (رسالة يعقوب 5: 20). الخاطئ معتبر ميت لأنه سائر في الظلام، فالذي يخلصه من الضلال يكون قد أقامه من الموت وأنقذه من الموت، ويستر كثرة من الخطايا. هذه القيامة التي هي قيامة الأحياء تكون بالتوبة، والله يريد ذلك، لأنه يقول في الكتاب: الله لا يريد موت الخاطئ بل أن يخلص ويحيا، ونص الآية: "وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 9). وهناك آية جميلة في أعمال 11 تقول: "إِذًا أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ" (سفر أعمال الرسل 11: 18) لكي يحيا هذا الميت روحيًا بالتوبة. والتوبة ليس معناها أن يترك الخاطئ خطاياه فقط، ولكن أن يصنع أثمارًا تليق بالتوبة وهذا ما نادى به يوحنا المعمدان قائلًا: "فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ" (إنجيل متى 3: 8). والرب بنفسه نادى بالتوبة فقال: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات. هناك طريق للحياة وطريق للموت: لقد أعطى الرب حرية إرادة فهناك إنسان يختار الحياة وإنسان يختار الموت. الذي يختار الحياة هو من يسير في الفضيلة. ولكن الذي يختار الموت هو من يسير في الخطيئة. والسيد المسيح يقول: إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. أطلب من الرب أن يتوبك: إن لم تستطع أن تتوب فصلي قائلًا: توبني يا رب فأتوب. وهذه الآية الجميلة وردت في سفر أرميا ونصها: "تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي" (سفر إرميا 31: 18). كذلك يقول الرب: "ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ" (سفر زكريا 1: 3). وأذكر أنني في محاضرة حوار مع الله قلت عن هذه الآية: أنت تقول يا رب "ارجعوا إلي فأرجع إليكم" فكيف نرجع إليك دون أن ترجع أنت إلينا. وأريد أن أعقب على ما قلته سابقًا وعلى العتاب في حوار مع الله "ارجعوا إلي فأرجع إليكم"، "ارجعوا إلي" أي بإرادتكم اقبلوا النعمة التي أعطيها لكم لكي ترجعوا إلي فأرجع إليكم، . لذلك تدخل النعمة لتقيم الخاطئ وتخلصه، "بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 5). إذًا التوبة قيامة للأحياء تخلصهم من عثرات الحياة الدنيا، ومن حروب الشياطين ومن أعوان الشياطين. نفس الكلام الذي قلناه على قيامة الأحياء ينطبق أيضًا على غير المؤمنين وعلى الملحدين والأمم والكنعانيين والسامريين، على كل من كانوا بعيدين عن الله. الله دخل في حياتهم وحولهم. أيضًا كما قلت، لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما أن يرجع ويحيا، خلصهم المسيح لأنه قال: "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (إنجيل متى 9: 13). الخاملين أحياء بالجسد ولكنهم أموات روحيًا: بقي أيضًا من موت الأحياء الناس الخاملين الذين يكون حضورهم مثل عدم حضورهم، فحضورهم لا يضيف شيئًا. الدليل على الحياة هو الحركة، الشخص الحي يتحرك في كل اتجاه. لكن هؤلاء لا يتحركوا في العمل الطيب أبدًا. وجودهم مثل عدمه. لذلك قال الله عن هؤلاء الخاملين في سفر إرميا: "مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ" (سفر إرميا 48: 10). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنواع القيامة
لقداسة البابا شنودة الثالث بمناسبة عيد القيامة، أرى أن أحدثكم في هذا اليوم عن شيء عن القيامة. الموت لا يعني فقط الموت الجسدي، فهناك نوعان من القيامة: قيامة الموتى وقيامة الأحياء. قيامة الموتى: قيامة الموتى معروفة، وهي قيام الميت من الموت ليصبح حيًا مرة أخرى. والسيد المسيح أقام 3 من الأموات: أقام ابنة يايرس وهي في البيت، وأقام ابن أرملة نايين وكانوا سائرين به في الشارع، وأقام لعازر وهو داخل القبر. قيامة الأحياء: أما قيامة الأحياء، فمعناها كما قال الشاعر: ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء ومعنى "ميت الأحياء" أي أنه حي لكنه معتبر ميت. راعي كنيسة ساردس هو مثال للمائتين روحيًا: ومن أمثلة هؤلاء راعي كنيسة ساردس أو ملاك كنيسة ساردس أو أسقف كنيسة ساردس، الذي أرسل له السيد المسيح رسالة قائلًا: "لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 1). أي أنك موجود وترعى شعب من الشعوب وتعظ وتتكلم وتزور وبالرغم من هذا فأنت ميت. ومعنى "ميت" أن لك الحياة الجسدية مع الموت الروحي، أي ميت روحيًا وإن كنت تحيى جسديًا. وكثير من الناس بهذا الشكل. لهم حياة جسدية أي يذهب ويجيء ويأكل ويشرب ويتكلم ويتنفس ولكنه ميت روحيًا. جميع الخطاة بهذا الشكل. مثل الابن الضال عندما رجع لبيت أبوه قال: "ابني هذا كان ميتًا فعاش" وهو في الحقيقة لم يكن ميتًا في الجسد. كان ميت روحيًا وعاش عندما رجع إلى الآب. St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت جميع الخطاة موتى روحيًا وإن كانوا يحيون جسديًا: والكتاب المقدس يتكلم كثيرًا عن هذا الموت الروحي المحتاج إلى إقامة. حيث يقول: "وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 1). ويقول في نفس الإصحاح: "وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 5). فكل واحد سائر في الخطية معتبر عند الله ميت، ومحتاج أن يقوم من الأموات، مهما كان في وظيفة كبيرة، ومهما كان يعمل مشروعات كبيرة، لكنه معتبر عند الله ميت. لأن الله هو الحياة، فالرب يسوع المسيح يقول: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (إنجيل يوحنا 11: 25). "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (إنجيل يوحنا 14: 6). فما دام هو الحياة يكون المنفصل عنه بالخطيئة، منفصل عن الحياة، يعتبر ميت. والله هو النور حيث يقول: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (إنجيل يوحنا 8: 12). فالمنفصل عنه يكون منفصل عن النور، ويعيش في الظلمة. فيكون الخاطئ أمام الله فاقد للحياة ويعيش في الظلمة لذلك يقول: "اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 14). أي استيقظ وقم من الأموات لأنك ميت. هؤلاء الذين يعتبرون كأنهم أموات لأنهم يعيشون في الخطيئة، حتى لو ظهر أنهم يقومون بأي أعمال صالحة من الخارج السيد المسيح قال عنهم: إنهم يشبهون: "قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ" (إنجيل متى 23: 27). التوبة قيامة للأحياء: القيامة تكون بتوبة الخاطئ أو أن يقيمه شخص آخر، ولذلك في رسالة معلمنا يعقوب الإصحاح الخامس يقول: "مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (رسالة يعقوب 5: 20). الخاطئ معتبر ميت لأنه سائر في الظلام، فالذي يخلصه من الضلال يكون قد أقامه من الموت وأنقذه من الموت، ويستر كثرة من الخطايا. هذه القيامة التي هي قيامة الأحياء تكون بالتوبة، والله يريد ذلك، لأنه يقول في الكتاب: الله لا يريد موت الخاطئ بل أن يخلص ويحيا، ونص الآية: "وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 9). وهناك آية جميلة في أعمال 11 تقول: "إِذًا أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ" (سفر أعمال الرسل 11: 18) لكي يحيا هذا الميت روحيًا بالتوبة. والتوبة ليس معناها أن يترك الخاطئ خطاياه فقط، ولكن أن يصنع أثمارًا تليق بالتوبة وهذا ما نادى به يوحنا المعمدان قائلًا: "فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ" (إنجيل متى 3: 8). والرب بنفسه نادى بالتوبة فقال: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات. هناك طريق للحياة وطريق للموت: لقد أعطى الرب حرية إرادة فهناك إنسان يختار الحياة وإنسان يختار الموت. الذي يختار الحياة هو من يسير في الفضيلة. ولكن الذي يختار الموت هو من يسير في الخطيئة. والسيد المسيح يقول: إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. أطلب من الرب أن يتوبك: إن لم تستطع أن تتوب فصلي قائلًا: توبني يا رب فأتوب. وهذه الآية الجميلة وردت في سفر أرميا ونصها: "تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي" (سفر إرميا 31: 18). كذلك يقول الرب: "ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ" (سفر زكريا 1: 3). وأذكر أنني في محاضرة حوار مع الله قلت عن هذه الآية: أنت تقول يا رب "ارجعوا إلي فأرجع إليكم" فكيف نرجع إليك دون أن ترجع أنت إلينا. وأريد أن أعقب على ما قلته سابقًا وعلى العتاب في حوار مع الله "ارجعوا إلي فأرجع إليكم"، "ارجعوا إلي" أي بإرادتكم اقبلوا النعمة التي أعطيها لكم لكي ترجعوا إلي فأرجع إليكم، . لذلك تدخل النعمة لتقيم الخاطئ وتخلصه، "بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 5). إذًا التوبة قيامة للأحياء تخلصهم من عثرات الحياة الدنيا، ومن حروب الشياطين ومن أعوان الشياطين. نفس الكلام الذي قلناه على قيامة الأحياء ينطبق أيضًا على غير المؤمنين وعلى الملحدين والأمم والكنعانيين والسامريين، على كل من كانوا بعيدين عن الله. الله دخل في حياتهم وحولهم. أيضًا كما قلت، لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما أن يرجع ويحيا، خلصهم المسيح لأنه قال: "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (إنجيل متى 9: 13). الخاملين أحياء بالجسد ولكنهم أموات روحيًا: بقي أيضًا من موت الأحياء الناس الخاملين الذين يكون حضورهم مثل عدم حضورهم، فحضورهم لا يضيف شيئًا. الدليل على الحياة هو الحركة، الشخص الحي يتحرك في كل اتجاه. لكن هؤلاء لا يتحركوا في العمل الطيب أبدًا. وجودهم مثل عدمه. لذلك قال الله عن هؤلاء الخاملين في سفر إرميا: "مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ" (سفر إرميا 48: 10). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكوك التلاميذ
قيامة المسيح كانت حادثًا هو الأول من نوعه، من حيث أنه يقوم بذاته، دون أن يقيمه أحد.. ومن حيث تحقيقه بقوله العجيب الذي لم يقله أحد: "أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها. ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 10: 17، 18). من جرؤ أن يقول هذا الكلام غير المسيح؟ لذلك كانت قيامته مذهلة. كانت فوق الفكر، وبخاصة بعد أحداث الصليب وآلامه واهاناته.. وبعد ما أظهره اليهود من جبروت وتسلط! ولهذا لم يكن سهلًا علي التلاميذ أن يصدقوها، وهم خائفون ومختبئون في العلية. كان علي الصليب قال "قد أكمل"، أي أكمل عمل الفداء، ودفع ثمن الخطية، إلا أنه كان أمامه بعد القيامة عمل آخر ليكمله، عمل خاص بالرعاية.. كانت أمامه نفوس بارة، ولكنها مضطربة، تحتاج إلي راحة النفوس التي ضعفت وخافت وشكت، ماذا يفعل لأجلها؟ إنه لم يشأ مطلقًا أن يعاتب هذه النفوس علي ضعفها، أو علي شكها أو نكرانها، بل جاء ليريحها.. إنه-كما قال قبلًا-لم يأت ليدين العالم، بل ليخلص العالم... فكم بالأولي خاصته الذين أحبهم حتى المنتهي (يو 13). وقال القديس يوحنا عن ذلك الحب "نحن نحبه، لأنه احبنا قبلًا" (1 يو 4: 19). هكذا فعل مع توما الذي شك في قيامته، واصر أن يضع أصبعه مكان الجروح. لم يعاتبه علي الشك، وإنما عالجه فيه. واستجاب له في وضع أصبعه والتاكد من جروحه.. ونفس الوضع مع بطرس، ومع المجدلية، ومع تلميذي عمواس. لقد اراد الرب تقوية إيمان هؤلاء، الذين سيجعلهم يحملون الإيمان إلي أقاصي المسكونة كلها.. وقد كان. وهكذا لم يقتصر الأمر علي قيامته، إنما تبعت القيامة عدة ظهورات، بل مكث مع التلاميذ أربعين يومًا، في خلالها "أراهم نفسه حيًا ببراهين كثيرة بعد ما تألم" (أع 1: 3). فماذا قال الكتاب عن عدم تصديق التلاميذ للقيامة، وعن تكرار هذا الشك منهم، مما أعثر غيرهم؟ 1- يقول الأنجيل المقدس أنه ظهر أولًا لمريم المجدلية.. "فذهبت هذه وأخبرت الذين معه وهم ينوحون ويبكون". فكيف تلقوا بشارتها بالقيامة؟ يجيب القديس مرقس الإنجيلي قائلًا: "فلما سمع أولئك أنه حي، وقد نظرته، لم يصدقوا" (مر 16: 9-11). 2- ثم ظهر الرب لتلميذي عمواس، فلم يعرفاه، وما كانا قد صدقا ما قالته النسوة عن القيامة.. حتى أن السيد المسيح وبخهما قائلًا "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أنما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلي مجده. ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به جميع الكتب" (لو 24: 25-27). 3- و أخيرًا آمن هذان التلميذان. فماذا كان وقع إيمانهما علي الرسل؟ يقول القديس مار مرقس: "وذهب هذان واخبرا الباقين. فلم يصدقوا ولا هذين" (مر 16: 13). نسمع بعد ذلك أن النسوة ذهبن إلي القبر "فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع "وظهر لهن ملاكان، وبشراهن بالقيامة. فذهبن وأخبرن التلاميذ. فماذا كان وقع هذه البشارة عليهم؟ يقول القديس لوقا الإنجيلي في ذلك: "فتراءي كلامهن لهم كالهذيان، ولم يصدقوهن" (لو 24: 11). هؤلاء هم الأحد عشر رسولًا أعمدة الكنيسة. كثرت أمامهم الشهادات: من مريم المجدلية، ومن تلميذي عمواس، ومن النسوة.. فلم يصدقوا كل هؤلاء. 4- فما الذي حدث بعد ذلك: ذهبت مريم المجدلية وأخبرت بطرس ويوحنا عن القبر الفارغ فذهبا معها إلي هناك "وأبصرا الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان علي رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده" (يو 20: 6، 7). هنا يقول الإنجيل عن يوحنا أنه "رأى فآمن" (يو 20: 8)., ولكننا علي الرغم من هذا نقرأ شيًا عجيبًا.. 5- نقرأ أنه بعد أن عرف الكل أن "الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان" (لو 24: 34).، حدث أن الرب نفسه قام في وسطهم وقال لهم سلامًا لكم. فهل آمنوا لما ظهر لهم وكلمهم؟ كلا بل أنهم "جزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحًا" (لو 24: 37). حتى أن الرب وبخهم علي ذلك. ثم قال لهم "أنظروا يدي ورجلي إني أنا هو. جسوني وأنظروا. فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو 24: 39). حقًا أية بدعة كانت تحدث في الإيمان، لو أن التلاميذ ظنوا أن ما رأوه كان روحًا! كأن الجسد لم يقم.. لذلك أراهم الرب يديه ورجليه. 6- إذن المشكلة لم تكن مشكلة توما الرسول فقط، الذي قال له الرب "أبصر يدي. وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن" (يو 20: 27). إنما كانت مشكلة الأحد عشر جميعهم. كلهم شكوا. وكلهم احتاجوا إلي براهين، واحتاجوا أن يجسوا ويلمسوا ويروا موضع الجروح لكي يؤمنوا..! وعالج الرب عمليًا مشكلة أن يظنوا ظهوره لهم خيالًا أو روحًا. وفي ذلك قال القديس بطرس السدمنتي: أن السيد المسيح في فترة حياته بالجسد علي الأرض كان يثبت للناس لاهوته. أما بعد القيامة، فأراد أن يثبت لهم ناسوته..! من كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مواقف من القيامة
لقداسه البابا شنوده ما أكثر المعجزات التي حدثت وقت صلب المسيح: الشمس أظلمت، والأرض تزلزلت والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وحجاب الهيكل انشق.. ولكن هل استفاد الكل من هذه المعجزات؟ كلا. إنما استفادة كل إنسان كانت علي قدر استعداد قلبه.. لما تزلزلت الأرض آمن اللص، ولكن لم يؤمن الكهنة ورؤساؤهم. ولما خرج الدم والماء من جنب المسيح، آمن قائد المئة وجنوده، ولم يؤمن قادة الشعب. إن المسألة لا تتعلق بالمعجزة ومدي قوتها. بل تتعلق بالأكثر بمدي استعداد قلب الإنسان من الداخل ورغبته في الاستفادة. في معجزة منح البصر للمولود أعمي، آمن الرجل، ولم يؤمن الفريسيون مع أن المعجزة واضحة القوة، بل ثاروا علي الرجل لما دافع عن المسيح الذي شفاه، وأخرجوه خارج المجمع (يو 9: 34). وهكذا لما شفي المسيح صاحب اليد اليابسة، رفضوا أن يستفيدوا من المعجزة بسبب أن الرب شفاه في يوم السبت.. إن هذا كله يذكرنا بمثل الزارع الذي شرحه الرب.. لقد كان نمو الزرع يتوقف قبل كل شيء علي حالة الأرض: هل هي محجرة، أم جيدة، أم بها شوك.. الزارع هو نفس الزارع، والبذار هي نفس البذار. ولكن الأرض التي تتقبل البذار من الزارع تختلف في مدي جودتها وتقبلها للزرع الإلهي. وهكذا حدث في قصة القيامة، وفي قصة الصلب. المعجزات موجودة، ولكن الناس يختلفون. منهم من استفادوا، ومنهم من لم يستفيدوا.. بذار علي أرض محجرة بذار خطفها الطير |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بذار علي أرض محجرة إن رؤساء الكهنة وقادة الشعب اليهودي شاهدوا الشمس قد أظلمت في وقت الظهر، وقت صلب المسيح. ومع ذلك لم يستفيدوا. لأن قلوبهم كانت أشد ظلمة من الظلمة التي علي وجه الأرض. بل أنه بعد هذه المعجزات التي آمن بسببها اللص اليمين وقائد المئة، ذهبوا إلي بيلاطس يقولون له عن المسيح "يا سيد. قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلي اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه، ويقولون للشعب أنه قام من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولي" (متي 27: 62-64). وهكذا أخذوا معهم جندًا، ومضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا القبر. ولم يبالوا أن يفعلوا كل ذلك في يوم سبت، وهم الذين قالوا إن المسيح خاطئ، لأنه شفي المرضي في يوم سبت. طالما تحمسوا للسبت، وعادوا المسيح بسببه. بل إنهم طلبوا كسر المصلوبين وإنزالهم، فلا تبقي الأجساد علي الصليب لئلا تنجس السبت.. حماس عجيب من أجل السبت! ومع ذلك يأخذون معهم جنودًا في ليلة السبت، ويختمون القبر في ليلة السبت، ويقيمون الحراس لحراسة القبر في السبت. ولا يكون في كل ذلك خطية!! وكأنهم قالوا في قلوبهم إذ ختموا القبر في السبت "ها قد كسرنا السبت، لكي نكسر كاسر السبت!! أما المسيح فإنه -بينما كانوا يختمون قبره- كان قد أفرج عن المفديين من الجحيم، وفك أختام الفردوس المغلق، وأدخل فيه الراقدين علي رجاء.. ما أسهل علي الناس أن يلعبوا بضمائرهم كما يشاءون. هناك أشخاص ضمائرهم مكورة تتدحرج علي أي وجه أينما انزلقت رست واستقرت!! وقد كان رؤساء اليهود من ذلك النوع. ولكن هذا الذي فعلوه كان ضدهم لا لهم، فلو لم يختموا القبر بأنفسهم، ويقيموا الحراس من قبلهم، لكان بإمكانهم أن يحتجوا فيما بعد ويقولوا عن التلاميذ سرقوا الجسد. أما الآن فقد ضبطوا القبر بالحراس وختموه، فماذا يقولون والقبر فارغ وقد قام المسيح بمجد عظيم، وخرج من القبر المختوم، كما خرج في ولادته من بطن العذراء وبتوليتها مختومة.. وبعد قيامة المسيح حدثت زلزلة عظيمة "لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر علي الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثالج. فمن خوفه أرتعد الحارس وصاروا كأموات" (متي 27: 20-4). فهل استفاد الحراس من هذه المعجزة العظيمة؟ وهل استفاد منها رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب؟ كلا، لقد كانت البذار المقدسة قد وقعت علي أرض حجرية.. صدق أبونا إبراهيم عندما قال "ولا إن قام واحد من الموتي يصدقون" (لو 16: 31). إن كان يلتمس عذر المجند الأميين الذين لا يعلمون شيئًا عن المسيا ومجده، فماذا عن الكهنة ومعلمي الناموس،، المفروض فيهم أن يكونوا حريصين علي وصايا الرب وتنفيذها. إنهم لما سمعوا بالقيامة من الجند، أعطوهم رشوة، ووضعوا كلام كذب في أفواههم، وقالوا لهم "قولوا إن تلاميذه أتوا ليلًا وسرقوه ونحن نيام. وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه، ونجعلكم مطمئنين. فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم. فشاع ذلك القول" (متي 28: 11-15). وهكذا لم يستفيدوا من معجزة القيامة، بل زادوا شرًا. كذبوا وعلموا غيرهم الكذب. ولم يكن كذبًا متقنًا، أوعزوا إليهم أن يقولوا إن تلاميذه سرقوه ونحن نيام! فإن كنتم نيامًا، فكيف عرفتم في نومكم أن تلاميذه أخذوه؟! صحيح إن حبل الكذب قصير.. ولكنهم لم يكتفوا بالكذب، بل ألصقوا تهمة بغيرهم زروًا وبهتانًا، إذ ألصقوا السرقة بالتلاميذ. ودفعوا رشوة ليغطوا عملهم. واساءوا إلي سمعة الجند. وخدعوا الوالي. وأضلوا الشعب كله، الشعب المخدوع فيهم.. وفي كل ذلك الضلال وصفوا المسيح بأنه مضل. وكانهم يقولون عنه لبيلاطس: أنقذ الناس من هذا المضل، لكيما نضلهم نحن!! إن بذار معجزة القيامة، إذ وقعت في قلوب أولئك القادة، إنما وقعت علي إرض محجرة، فلم تؤثر فيهم. كان تفكيرهم في الحفاظ علي مناصبهم يغطي علي التفكير في أبديتهم. وفي هؤلاء نري كيف ينحدر الإنسان من خطية إلي خطية، في سلسلة طويلة من الخطايا إلي غير نهاية.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مبدأ خطاياهم هو محبة المجد الباطل.
وهذه المحبة قادتهم إلي الحسد، فحسدوا المسيح إذ كانوا يريدون أن يكونوا وحدهم في الصورة دون أن يقف إلي جوارهم أحد، فكيف بالأكثر هذا الناصري الذي غطي علي شهرتهم وكشف رياءهم. وخطية الحسد قادتهم إلي التآمر، والتآمر قادهم إلي شهادة الزور في محاكمة المسيح. وهذا كله قادهم إلي القسوة في صلبه. وإلي تضليل الشعب كله. وموقفهم الخاطئ هذا قادهم إلي الخوف. والخوف قادهم إلي ضبط القبر وختمه، مع كسر السبت، واشراك الناس في هذا الكسر، وخطيتهم هذه-إذ فضحتها القيامة-قادتهم إلي الرشوة والكذب والتحريض علي الكذب وتضليل الناس وعدم الإيمان. وإذا أرادوا بكل هذا أن يكبروا في أعين أنفسهم وأعين الناس، أضاعوا أنفسهم ولم يستفيدوا لا سماء ولا أرضًا.. إنهم أرض محجرة.. خطية يلفها الخوف.. كانوا يخافون المسيح حتى بعد موته.. كانوا يخافون قيامته لأنها تهدم كل ما فعلوه.. كانوا يشعرون أن المسيح علي الرغم من قتلهم له، ما يزال له عمل.. إن القاتل يخاف من شبح القتيل ومن صورته.. وصدق علماء النفس عندما قالوا إن القاتل يحوم دومًا حول مكان الجريمة.. وهؤلاء أيضًا جعلوا يحومون حول مكان جريمتهم. تلاميذ المسيح نسوا قوله إنه سيقوم في اليوم الثالث أما أولئك الكهنة والشيوخ الخائفون من المسيح فلم ينسوا. قالوا لبيلاطس: تذكرنا أن ذلك المضل قد قال إني بعد ثلاثة أيام أقوم.. عجيب أنهم تذكروا هذه العبارة، ولم يتذكروا قوله "أنا والآب واحد" (يو 10: 30)، ولم يتذكروا أنه عمل أعمالًا لم يعملها أحد من قبل.. لم يتذكروا اقامته للعازر بعد موته بأربعة أيام، ولم يتذكروا منحه البصر للمولود أعمي.. تذكوا قيامته، لأن فكرة القيامة كانت تقلق أفكارهم وتزعجهم.. فارتكبوا ما ارتكبوه لكيما يتخلصوا منها. إنهم عينة تعطينا فكرة عن البذار التي وقعت علي الأرض المحجرة. وهناك عينات أخري من الأرض.. هناك بذار وقعت علي أرض فنبتت ثم خنقها الشوك، ابرز مثل لها في حوادث القيامة هو مريم المجدلية. أما عن تأثير القيامة في نفوس تلاميذ المسيح، فكان يشبه البذار التي أكلها الطير والطير بالنسبة إلي التلاميذ هو شيطان الشك الذي خطف إيمانهم وطار. كيف حدث ذلك؟ وكيف حولهم المسيح أي أرض جيدة تنبت مائة؟ وكيف رد الإيمان إلي قلوبهم وقلب المجدلية. هذا سنشرحه الآن.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بذار خطفها الطير
كم كان أقسي علي قلب الرب أن يحدث ما حدث.. حتى تلاميذه الأحد عشر شكوا في قيامته، ولم يصدقوا.. ولكنه لم يقابل هذا الشك باللوم، وإنما بكل حب احتضن ضعفهم، عالج شكوكهم بالإقناع.. · ذهبت إليهم مريم المجدلية وأخبرتهم بقيامة الرب "فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته لم يصدقوا" (مر 16: 11). · ولما رجع النسوة من القبر، وأخبرنهم بقيامة الرب "تراءي كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن" (لو 24: 11). · ولما ظهر الرب لتلميذي عمواس "ذهب هذان وأخبر الباقين، فلم يصدقوا ولا هذين" (مر 16: 13). · وحتى عندما ظهر لهم الرب بنفسه، لم يصدقوا أنه قام بل "جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحًا" (لو 24: 37). كانت بذار الإيمان التي ألقاها الرب في أرضهم، قد اختطفها شيطان الشك وطار بها. فاضطرب الرب أن يتنازل إلي ضعفهم ليقنعهم بقيامته. هكذا تصرف مع تلميذي عمواس البطيئين في فهمهما، إذ "ابتدأ من موسى، ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو 24: 27).. وظل بهما حتى "أنفتحت أعينهما وعرفاه"، وذهبا فقالا للأحد عشر. وهؤلاء الأحد عشر أيضًا تنازل الرب إلي ضعفهم. وقال لهم "ما بالكم مضطربين؟ ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. أنظروا يدي ورجلي، إني أنا هو. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له حلم وعظام كما ترون لي" (لو 24: 38، 39). وإذ بالرب الذي قام بجسد ممجد، يتنازل لإقناعهم فيقول لهم "أعندكم ههنا طعام؟". فقدموا له جزءًا من سمك مشوي وشيئًا من شهد العسل. "فأخذ وأكل قدامهم" (لو 24: 43)، . ولما كان توما غائبًا، ظهر له الرب خصيصًا ليعالج شكه ويقنعه.. وظل الرب معهم حتى آمنوا، وتثبتوا. واستمر يريهم نفسه حيًا ببراهين كثيرة (أع 1: 3). ولم يتركهم. مكث معهم أربعين يومًا، يظهر لهم، ويحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله". وطرد عنهم الطير الذي يخطف بذارهم. وحولهم إلي أرض جيدة، تنبت ليس ثلاثين فقط أو ستين بل مائة. وصار الإيمان فيهم شجرة كبيرة مثمرة بكل نوع ثمر صالح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القمص أثناسيوس فهمي جورج
لا تلمسيني هناك شروحات وتأملات كثيرة علمها الآباء حول هذا القول: قال قال لها يسوع: لا تلمسينى، لان هيئته قد تغيرت وتغيرت وظيفته، وهو في لحظة عبور وليس إقامة (انى أصعد إلى ابى وأبيكم والهى وإلهكم) (يو20: 17). فلا تزال المجدلية غارقة في الرؤية القديمة ولم تقتبل بعد الرؤية الجديدة، لم تعرف السيد حسبما يريد هو أن يستعلن لها، إنها لازالت تتطلع لسيد الامس.. ظنته بستانى، وحقيقة هو كذلك، إنه البستانى الحقيقي الذي إرتضى أن يشرب كأس خلاصنا، وهو الذي يزرع ويروى وينمى ويستثمر في بستان النفس حبة الخردل وكل ما يراه مثمرا ُ وإيجابياً. قال لها لا تلمسينى، إذ كيف يلمسه البشر وهو بعد في لسماء، مريداً أن تتلامس معه على المستوى الروحي، لا أن تلمسه بالجسد بل تنتظر الروح القدس الذي سيرسله بعد صعوده الذي به نقدر ان نلمسه، لأنه من الآن سيعرف بالروح (كو5: 16). أراد الرب أن تلمس حضوره بطريقة غير منظورة في الداخل، لا على مستوى المفاهيم الأرضية بحسب الجسد، لكي يرتفع عقلها إلى المعاينة السمائية، فهى لا تزال تبكيه إنساناً قد مات ورحل ولم يعد موجوداً في القبر بعد لم تعرفه كإله قائم من الأموات، إنها لا تزال تتخيله كما تشاهده بعينيها، لذلك قال لها لا تلمسينى) لانك تفترضين أننى لست أكثير مما أبدو لك، وتؤمنى بى حسب الشكل الجسدى المنظور بواسطة حواس الجسد. لازالت تبكيه، بينما هو سيلقاها في الجليل، لذلك قال لها (لا تلمسينى) لكي لا تعيق أو تعطل بشرى القيامة للتلاميذ بسبب عاطفتها النسائية، وبسبب نظرتها له كجثمان يمكن أن يسرق، وكجسد يمكن أن يحمل وأن يوضع، لذلك قال لها: (لا تلمسينى)، لانها بحثت عن الميت بين الاموات لا عن الحى من بين الاموات، بحثت عن العالم لا عن الرب الاله. (لا تلمسينى) لاننى في نظرك لم أصعد بعد إلى أبى. لأننى في رأيك لا زلت على الأرض إنساناٌ، لأننى في مفهومك لا أزال أمامك بحسب الجسد، لكن وإن كنت عرفتنى إنساناً بحسب الجسد، إلا إننى إله، أنا في الآب والآب فى، أنا والآب واحد. فإن كنت قد عرفت ذلك وأمنت وإنكشف عن عينى قلبك، تستطيعى أن تتلامسى معى على هذا المستوى الروحي واللاهوتى بروح القيامة، ومتى آمنت وعرفت وإستعلن لك هذا السر العظيم حينئذ أقول لك!! آمنى بما هو روحي وروحانى أي بالإيمان الحى الذي يجعلك تلمسينى عندما أصعد إلى أبى، لأنه طوبى للذين آمنوا ولم يروا. لقد كان إختفاء السيد المسيح عن المجدلية بعد ظهور القيامة، لأن علاقته بها بعد القيامة لم تعد كما كانت عليه من قبل، فهى في حاجة إلى تغيير وإلى حياة جديدة في المسيح، حتى يلتصق الجديد بالجدي وهذا هو السبب الذي جعل المجدلية لا تلمسه إلى أن صعد. ويقول القديس يعقوب السروجى: إنها أرادت أن تمسكه وأن تتعلق به، أي أنها تخيلت أنه يمكن لها أن تبقيه على الأرض، لهذا قال لها (لا تلمسينى)، فلا يزال حبها له على المستوى البشرى المحسوس، لذا أراد أن يرفع قلبها إلى السماويات، وأن يمتص حماسها وإندفاعها، فليس الوقت وقت إمساك وتعلق وإنما وقت فرح وبشارة. فالمقصود بعدم اللمس، التدرج بمريم من الشك إلى الإيمان، ومن محاولة البحث عن جسد يسوع الميت إلى الإيمان بالحى من بين الأموات، فمركز الثقل في إثبات القيامة هو الخبرة الروحية التي تتكون عند الشهود، وهي خبرة الرسل والنسوة في إكتشاف القيامة التي لا تنفع فيها الخبرة الحسية واللمس. لأن القيامة خبرة روحية لا تدخل إلينا عن طريق الحواس، وهذا ما طلبته المجدلية عندما كانت أسيرة المعرفة الحسية الأرضية الخاصة بالترابيين. وترمز المجدلية إلى كنيسة الأمم التي لم تؤمن بالمسيح، إلا بعد صعوده وجلوسه عن يمين الآب، وهكذا شاء المسيح ان تؤمن به هذه الكنيسة وأن تلمسه روحياً وتؤمن أنه هو والآب واحد. لقد قال لها (إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم) (يو 17:20) فهو أبيه (بالطبيعة) أنا والآب واحد. وهو أبونا(بالنعمة والتبنى) نعمة البنوة. إلهي: لأنه صار إنسان بإرادته واخذ بشريتنا وصار إنساناً مثلنا بتجسده. إلهكم: لأننا عبيد إقتنانا لنفسه ونحن خلائقة والمسيح وسيط بيننا وبينه. فلم يقل (أبينا)، لأنه (أبى) بمعنى و(أبوكم) بمعنى آخر، لي بالطبيعة ولكم بالنعمة، (وإلهي وإلهكم) ولم يقل (إلهنا). هنا أيضاً هو (لى) بمعنى و(لكم) بمعنى آخر وبالإختصار ربما قال لها المسيح (لا تلمسينى) أي لا تؤمنى بما يكون في عقلك من أفكار وخيالات، بل ليتجدد إيمانك وينطلق إلى ما هو أعلى، وكيف يمكن أن نفترض أن إيمان المجدلية بالمسيح كان صحيحاً وهي كانت لا تزال تقف عند القبر تبكى، كما لو كانت تطلب جثة؟ بينما هو ليس أقل من الآب بالمرة (مساوى للآب في الجوهر). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا شنودة الثالث
لقاءات عجيبة في القيامة أهنئكم يا أخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد، راجيًا فيه لبلادنا العزيزة سلامًا وأمنًا، وراجيًا للعالم كله قيامًا من سقطته المالية وكل آثارها المؤلمة في جميع الأقطار.. وبعد، نحن قد تعوّدنا في كل عام أن نتحدث عن القيامة العامة، وما تحوي من معانٍ وأفكار وتأملات، عارفين الأهمية العظمى لقيامة الأموات، التي لولاها لتشابه البشر مع الحيوانات والحشرات والهوام، تلك التي تنتهى حياتها بالموت وبعده الفناء... أما البشر فيمتازون بأن لهم حياة أخرى بعد الموت أولها القيامة التي يدخلون بها إلى الحياة الأبدية التي لا تنتهي. ومن نِعَم القيامة انها تفتح الباب للقاءات كثيرة وعجيبة ومجيدة، ما كان ممكنًا أن تحدث إطلاقًا بدون القيامة... أول هذه اللقاءات: لقاء إثنين كانا متلازمين ومتزاملين طول العمر كله، لا يفترقان لحظة واحدة. بل إنهما كانا في وحدة عجيبة واندماج فوق الوصف... وأعني بهذين الاثنين: الروح والجسد في كل إنسان. وفي الوحدة التي عاشاها، كانت مشاعرهما تندمج. فإن فرحت الروح، يبتسم الجسد أو يضحك ويتهلل. وإن حزنت الروح، فإن الجسد يكتئب أو يبكي. وإن دخلت الروح في مجال الصلاة، فإن الجسد يركع أو يسجد أو يقف في خشوع وما إلى ذلك من نواحي المشاركة في كل المشاعر والإنفعالات التي يسمونها في عالم الطب "سيكو سوماتيك" . حقًا كل منهما للآخر شريك العمر. هذان الصديقان المتلازمان افترقا بالموت. فصعدت الروح إلى فوق، ونزل الجسد إلى أسفل ودُفن. وبقيت الروح حية لم تمت. أما الجسد فتحلل وتحوّل إلى تراب. ومرّت مئات أو آلاف السنين على الإفتراق الكامل بين الروح والجسد. وأخيرًا بالقيامة قام الجسد، وارسل الله الروح لتتحد بالجسد وبلا شك أنها وجدته يختلف في بعض الأحوال عما كان من قبل. لأن الله لا يقيم جسدًا بعيوب كانت له. فالأعمى لا يقوم أعمى، بل يقوم ببصرٍ جيد. والأعرج والكسيح لا يقومان كما هما، بل بأرجل سليمة. وهكذا باقي المعوقين لا يقومون بأية إعاقة. وأيضًا المشوّه والدميم يمنحهما الرب في القيامة جمالًا. والذين بُترت أعضاء من جسهم في حوادث أو جراحات، ورُكّبت لهم أعضاء تعويضية، كل أولئك يقومون بأعضاء طبيعية سليمة... هنا ويقف أمامنا سؤال هو: كيف ستتعرف الروح على جسدها لكيما تتحد به، بعد تلك الغربة الطويلة والتغيرات الكثيرة؟ لاشك أن ذلك معجزة اخرى! هل هى ترجع إلى ذاكرة عجيبة للروح؟ أم أنها نعمة معرفة موهوبة لها؟! المهم أن كل روح تتحد بجسدها. ثم يقفان معًا أمام الله العادل في يوم الحساب الرهيب أو يوم الدينونة العامة لكي يقدما حسابًا عن كل ما فعلاه خلال عمرهما الأرضى، خيرًا كان أم شرًا مما اشتركا فيه معًا. وبعد صدور حكم الله عليهما، يذهبان معًا إلى مصيرهما الأبدى... هذا هو اللقاء الأول فى القيامة. وماذا عن اللقاء الثانى؟ إنه لقاء الأحباء معًا، والأقارب والمعارف والأصدقاء.. منه لقاء الأسرة التى فُقد لها حبيب بالموت. ومرت على ذلك سنوات لهم في الحزن والبكاء عليه. ثم يكون اللقاء معه في القيامة العامة... إنه لقاء الأرامل بالأزواج، أو لقاء اليتامى بالآباء والأمهات... وهنا أضع مثالًا نادرًا، وهو رجل مات وقد ترك زوجته حبلى، فولدت ابنا بعد موت أبيه، لم يرَ أباه قط، ولا يعرف شكله. هذا كيف سيتعرف على أبيه في وقت القيامة؟! مثال آخر وهو التعرّف على سلسلة الأنساب: أي تعرّف شخص على جدّه وأبى جدّه، وجدّ جدّه، وجدّ جدّ جدّه، إلى آخر السلسلة؟! من سيقوم بتعريف الأسرة على أصولها..؟! ثم إذا كانت الأجساد ستقوم روحية غير مادية. كما نعتقد ? فكيف ستكون عملية التعرّف أو التعريف؟ ثالث لقاء هو لقاء الناس عمومًا، بعضهم بالبعض؟ علمًا بأن اللقاء في النعيم الأبدى سيكون فقط للأبرار مع الأبرار. أما الخطاة فإنهم سيطرحون خارجًا في الظلمة، بعيدًا عن نور الله ونور ملائكته وقديسيه... |
||||
![]() |
![]() |
|