عندما ازداد شر منسى وشعبه وصعد هذا الشر إلى عنان السماء
" فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ الجُنْدِ الَّذِينَ لِمَلِكِ أَشُّورَ، فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ وَقَيَّدُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ" (2أي 33: 11)
وملك أشُّور الذي سبى منسَّى هو "أشُّور بانيبال" وكانت بابل عندئذ تحت سلطة ملك أشُّور، وكان أشُّور بانيبال في بابل ليقمع الثورة التي قادها أخوه ضده، ولذلك لا عجب إنه اقتاد منسَّى إلى بابل، ولم يقتاده إلى نينوى عاصمة مُلكه، وجاء في "التفسير التطبيقي": "فيما بين 652، 648 ق. م. تمردت مدينة بابل على أشور، ولكن سُحق هذا التمرد. ويبدو أن أشور اتهمت منسَّى بمناصرة التمرد، ولعل هذا هو السبب في أن منسى أُخذ إلى بابل للمحاكمة، وليس إلى نينوى عاصمة أشور".
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "قيل أن لسبي منسَّى قصة، فقد كان ملك أشور غالبًا أشور بانيبال، وكان أخوه يحكم في بابل كنائب عنه. يبدو أن أخاه قام بحركة تمرُّد ضد أشور بانيبال، وكان ذلك غالبًا في عام 648 ق.م. قام أشور بانيبال بإخماد الحركة واشتبه أن منسَّى من بين المشتبه فيهم أن لهم دورًا في حركة التمرُّد، فأراد أن يذلّه".
ويقول "القس وليم مارش": "فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ: وفي الصور الأشورية القديمة أسرى يقودهم الملك بخزامة في أنف كل منهم كأنهم بهائم.
وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ: في زمانه كانت بابل تحت سلطة أشور. وكان ملك أشور يسكن فيها أحيانًا فذهبوا بمنسَّى إلى بابل ليكون تحت مراقبة ملك أشور. ومن التواريخ الأشورية عرفنا أسرحدون (ابن سنحاريب ووالد أشور بانيبال) سكن زمانًا في بابل وأنه كان حليمًا أكثر من غيره من ملوك أشور وأنه سامح بعض الأسرى وسمح لهم بالرجوع إلى بلادهم"