![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقالَ لَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لا يَستَطيعُ الِٱبنُ أَن يَفعَلَ شيئًا مِن عندِه، بل لا يَفعَلُ إِلاَّ ما يَرى الآبَ يَفعَلُه. فما فَعَلَه الآب يَفعَلُه الِٱبْنُ على مِثالِه، "بَلْ لا يَفعَلُ إِلّا ما يَرى الآبَ يَفعَلُه" فتَشيرُ إلى أنَّ "الرُّؤيَةَ"» هنا ليست رُؤيَةً حِسِّيَّة، بَلْ رُؤيَةً أزَلِيَّة نَابِعَةً مِنَ المَعرِفَةِ المُتَبادَلَةِ بَينَ الآبِ والابنِ داخلَ الثَّالوثِ الأقدس. وكما قالَ القدِّيسُ كيرِلُّسُ الإسكندريّ: "الرُّؤيَةُ هنا تَعني المُشارَكَةَ في العَمَلِ الإلهيّ؛ فَالابنُ يَرى لأنَّهُ في الآب، وما يَراهُ يُظهِرُهُ لَنا بالعَمَل". يُظهِرُ المسيحُ للمُؤمِنِ المِثالَ الأسمى للطَّاعَةِ البَنَوِيَّة: فكما أنَّهُ لا يَعمَلُ شَيئًا "مِن ذاتِهِ"، بَلْ ما "يَراهُ" مِنَ الآب، هكذا المُؤمِنُ مَدعوٌّ إلى أن يَتَّحِدَ بِمَشيئَةِ الله، فلا يَسلُكَ حَسَبَ ذاتِهِ، بَلْ حَسَبَ مَشيئَةِ الآبِ السَّماويّ. وهكذا تُصبِحُ عِبارَةُ: "لِتَكُن مَشِيئَتُكَ" (متّى 6: 10) شِعارَ كُلِّ مَن يَتَشَبَّهُ بالابنِ في طاعَتِهِ الكامِلَةِ للآب. |
![]() |
|