زوادة اليوم إجلسي يا ابنتي وادرسي كما تشائين : 3 / 11 / 2025 /

[souad jaalouk]

زوادة اليوم

إجلسي يا ابنتي وادرسي كما تشائين


في يومٍ بدا عاديًا، دخلت فتاة صغيرة إلى متجرٍ بسيط في أحد الأحياء الهادئة، تحمل دفترها المدرسي وقلمها، وفي عينيها إصرار طفولي على إتمام واجبها. لم تكن تريد شراء شيء، بل كانت تبحث فقط عن مكانٍ هادئ تكتب فيه دروسها. وبينما تتجول بعينيها، لفت انتباهها جهاز لوحي على طاولة البائع، فتقدمت بخجلٍ وطلبت استخدامه لبعض الوقت.

ابتسم البائع ووافق، فجلست في زاويةٍ صغيرة من المتجر منهمكة في واجبها، بينما الحياة خارجًا تمضي في ضجيجها المعتاد.

وبعد دقائق، اقترب الرجل وسحب الجهاز من أمامها، فتجمّدت الطفلة في مكانها، معتقدةً أنه يطردها. أغلقت دفترها بخيبةٍ واضحة، وهمّت بالمغادرة وملامحها تفيض بالحزن والانكسار.

لكن ما حدث بعد لحظاتٍ قليلة غيّر الموقف تمامًا.
عاد البائع من الداخل يحمل كرسيًّا خشبيًّا بسيطًا، وضعه أمام الطاولة بابتسامةٍ دافئة وقال:

"اجلسي يا ابنتي، وادرسي كما تشائين."

ابتسمت الطفلة بامتنانٍ عميق وجلست من جديد تكمل واجبها، بينما البائع عاد لعمله بهدوء وكأن ما فعله أمرٌ بسيط لا يستحق الذكر. لكن احد المارة التقط صورةً للمشهد ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنتشر القصة بسرعة وتُلهِم آلاف القلوب حول العالم.

لم يكن الحدث عن جهازٍ أو متجرٍ صغير، بل عن قيمةٍ إنسانيةٍ عظيمة تجلّت في تصرفٍ بسيط، وعن رحمةٍ صادقة تذكّرنا بأن الخير لا يزال موجودًا في الناس.

¨ العبرة من القصة:
أن أعظم الأعمال ليست تلك التي تُرى بالعين، بل التي تُشعِر القلب بالدفء.
وأن الإنسانية لا تحتاج إلى مالٍ أو جاه، بل إلى قلبٍ طيب يفهم حاجة الآخرين.
أحيانًا، كرسي صغير وابتسامة صادقة يمكن أن يعيدا الأمل في جمال البشر.
والله معكن.

[Mary Naeem]

شكرا على الزوادة
ربنا يفرح قلبك