![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لَم يَكُنِ الفِرِّيسِيُّ سَارِقًا ولا ظالِمًا ولا زَانِيًا، وَلَم يُهمِل أَعمالَ التَّقوى، بَل كَانَ يَصُومُ مَرَّتَينِ فِي الأُسبوعِ، وَيُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ مَا يَقتَنِي. وَمَعَ ذٰلِكَ لَم يَتَقَبَّلِ الرَّبُّ صَلاتَهُ، لأَنَّهُ لَم يَتَجَرَّدْ مِن ذَاتِهِ (فيلبّي 2: 7) بَلِ اِتَّكَلَ عَلَى نَفسِهِ وَأَعمَالِهِ وَرَضِيَ عَن نَفسِهِ وَأُعجِبَ بِها، فَلَم يَطلُب شَيئًا. فَهُوَ أَيقونَةُ الإِنسانِ الفاسِدِ الَّذي يَتَظاهَرُ بِأَنَّهُ يُصَلّي، وَلَكِنَّ كُلَّ مَا يَفعَلُهُ هُوَ أَنَّهُ يُباهي نَفسَهُ أَمامَ المِرآة، مُمَجِّدًا الصُّورَةَ الَّتي بَناها لِنَفسِهِ. إِنَّ الغُرورَ يَجعَلُ الإِنسانَ مَخلوقًا غَبِيًّا لا يَفقَهُ حَقِيقَةَ ذاتِهِ. كانت صَلاةُ الفِرِّيسِيِّ "كَالعُصافَةِ الَّتي تَذروها الرِّياح" (مزمور 1: 4)، لأَنَّ مَن تُنجِّسْهُ الكِبرياءُ يَكونُ مَغْلُقًا أَمامَ النِّعمَة. كَما قالَ اللهُ عَلى لِسانِ إِشعيا: "حينَ تَبسُطونَ أَيدِيَكُم أَحجُبُ عَينَيَّ عَنكُم، وَإِن أَكثَرتُم مِنَ الصَّلاةِ لا أَستَمِعُ لَكُم، لأَنَّ أَيدِيَكُم مَمْلُوءَةٌ مِنَ الدِّماءِ. فَاغتَسِلوا وَتَطَهَّروا وَأَزيلوا شَرَّ أَعمالِكُم مِن أَمامِ عَينَيَّ، وَكُفّوا عَنِ الإِساءَةِ." (إشعيا 1: 15–16). ويُؤكِّدُ بطرسُ الرَّسولُ قائلًا: "اللهُ يُكابِرُ المُتَكَبِّرينَ، وَيُنعِمُ عَلَى المُتَواضِعينَ." (1 بطرس 5: 5): ويُعلِّقُ القدِّيسُ أُوغسطينوس قائلًا: "كَمَا تَرَونَ، مَن يَطلُبُ الاِفتِخارَ لا يَدخُل، بَل يَسقُط؛ أَمّا مَن يَتَواضَعْ فَيَدخُلْ مِنَ البَابِ مَعَ الرّاعِي وَلا يَسقُط". |
![]() |
|