ولا يكفي أن نلتجئ إلى الله هاربين من الأعداء حولنا بل علينا أن نتكل عليه أيضاً. فليس المهم أن نختبئ بصورة سلمية بل أن نفعل بصورة إيجابية.
وقوله العارفون اسمك أي المعترفون به جهاراً لا يخجلون من إذاعة فضله ونشر عوارفه المتواصلة لنا أجمعين. وهؤلاء المتكلون يصوّرهم أنهم يطلبون الله ويسيرون وراءه يفتشون عنه ويقرأون أسرار محبته وعظمته في كل ظواهر الحياة حولهم.
إن فضل الله عميم ونعمته شاملة فمن جهته تعالى هو ذات الشيء للجميع ولكن يتوقف تمتعنا بنعمته على مقدار ما نأخذ منا. لا ذنب للشمس إذا لم تصل أشعتها للغرفة طالما الأبواب والنوافذ مقفلة علينا أن نفتحها لتدخل إلينا بنورها المحيي وحرارتها المنعشة.
كلما اتكلنا على الرب كلما وجدنا أن اتكالنا كان في محله فهو الآب الأبدي الذي لا يتخلى عن أولاده المتكلين عليه والراجين رحمته.