![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني. "أُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ مَا أَقْتَنِي"، فَتُشيرُ إلى تَشدُّدِهِ في دَفعِ العُشُورِ، حتّى مِن أَصغَرِ أَشيائِه، كَما قالَ يسوعُ: "تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَ وَالكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمُ الأَثْقَلَ فِي النَّامُوسِ: الحُكمَ وَالرَّحمَةَ وَالإِيمَانَ" (متى 23: 23). فَالشَّريعةُ لم تَطلُبْ إلَّا عُشرَ أَثمارِ الحَقلِ والنَّبيذِ والزَّيتِ والبَهائِمِ، كما جاء في شريعةِ موسى: "أَمَّا بَنُو لاوِي فَإِنِّي أَعْطَيْتُهُم كُلَّ عُشرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِيرَاثًا، لِقَاءَ خِدمَتِهِمِ الَّتِي يَخدُمُونَهَا فِي خَيْمَةِ المَوعِدِ" (العدد 18: 21). لكنَّ الفِرِّيسِيَّ جاوَزَ ما أَوصَت به الشَّريعةُ، مُتَصَوِّرًا أنَّ اللهَ مَدينٌ له على أعمالِه الصَّالِحَةِ. فَصارَت ممارَساتُه الدِّينيَّةُ (صَومُه وعُشُورُه) وسيلةً لِلتَّباهي بِالذَّاتِ، لا لِلتَّقَديسِ أو التَّوبةِ. وتُشيرُ هذه الآيةُ إلى أنَّ الفِرِّيسِيَّ يَقُومُ بِأَعمالِ التَّقوى الَّتي يُفرِضُها عَلَيهِ مَذهَبُه (راجع لوقا 5: 33)، ويَجدُ فيها يَقينَهُ بِالبِرِّ والخَلاصِ. فَصَلاتُهُ اقتصَرَت على سَردِ مآثِرِهِ وحَسَناتِهِ من صَومٍ وزَكاةٍ، دونَ أَيِّ طَلَبٍ أو دُعاءٍ أو استِغفارٍ. إنَّهُ لا يَطلُبُ مِن اللهِ شيئًا لأنَّهُ يَظُنُّ أنَّهُ لا يَحتاجُ إلى شيء. ويُعلِّقُ القدِّيسُ يوحنا الذَّهبيُّ الفَم قائلًا: "كَم مِنَ الاِدِّعاءِ في هذه الكَلِمات! يا لَهُ مِن بَائِس!" (عظات في التوبة، العظة رقم 2). |
![]() |
|