أيوب لم يكن من أنبياء اليهود ولا ملوكهم ولا مشيريهم، ولا من نَسل إبراهيم، ولم يأتِ ذكر لاسم أبيه أو نسبه في سلاسل الأنساب التي وردت في الكتاب المُقدَّس مثل سلسلة أنساب أخبار الأيام (1أي ص 1-9).
وأيضًا لم يذكر الكتاب المُقدَّس اسم زوجة أيوب ولا نسبها، ولا نسب أم أيوب، ولم يرد في الكتاب المُقدَّس أي وصف عن شكل أيوب وهيئته، وما ذكره وهب وكعب ليس له أي سند كتابي.
ومع أن أيوب من الأمم إلاَّ أنه كان يؤمن بالله ورجل كامل ومستقيم في تصرفاته يُقدِّم ذبائح عن أبنائه، حتى أن الرب شهد باستقامته أكثر من مرّة قائلًا: "ليسَ مِثْلُهُ في الأرضِ رَجُلٌ كَامِلٌ ومُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي الله ويَحِيدُ عنِ الشَّرِّ" (أي 1: 8؛ 2: 3)، ومع أن أيوب من الأمم، فإن اليهود قَبِلوا سفره واحتفظوا به وكان موضع اعتزازهم، لأنهم تأكدوا أنه سفر قانوني مُوحَى به من الروح القدس، وسفر أيوب يعتبر ضربة لكبرياء اليهود وافتخارهم بأنهم من نَسل إبراهيم، مما دفع البعض لاعتبار أيوب شخصية خيالية، ولكن يقف أمام خيالهم الجامح هذا ورود اسم أيوب في مواضع أخرى من الأسفار المُقدَّسة، فجاء اسمه مع اسمي نوح ودانيال (حز 14: 14، 20) وفي سفر طوبيا (طوبيا 2: 12، 15) وأيضًا في رسالة القديس يعقوب (يع 5: 11).