
20 - 10 - 2025, 10:41 AM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

ثِقَةُ الإِيمانِ فِي الصَّلاةِ
إِيمَانُنَا بِالرَّبِّ أَبِينَا هُوَ أَسَاسُ عَلاَقَتِنَا بِهِ، وَهُوَ جَوْهَرُ الاسْتِمْرَارِ فِي صِلَتِنَا مَعَهُ. فَالإِيمَانُ هُوَ النَّبْضُ الَّذِي يُحْيِي الصَّلاةَ، وَهُوَ الجِسْرُ الَّذِي يَرْبِطُ الأَرْضَ بِالسَّمَاءِ. بِالإِيمَانِ نَثْبُتُ فِي المَحَبَّةِ، وَبِالمَحَبَّةِ نَسِيرُ فِي النُّورِ،
فَنَبْقَى فِي شَرِكَةٍ دَائِمَةٍ مَعَ الآبِ، الَّذِي يَدْعُونَا كُلَّ يَوْمٍ لِنَسْكُنَ فِي حَضْرَتِهِ.
قالَ يَسُوعُ أَيْضًا: "مَنْ يَسْأَلُ يَنالُ" (لوقا 11: 9). إِنَّ الْمُتَسَوِّلَ يَعْرِفُ أَنَّ لَجاجَتَهُ تَنْتَصِرُ فِي النِّهايَةِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الْمُؤْمِنُ الْمُثابِرُ فِي صَلاتِهِ أَمامَ اللهِ! وَيَقُولُ الْقِدِّيسُ أَوغُسْطينُوس: "صَلُّوا كَما لَوْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَعْتَمِدُ عَلَى اللهِ، وَاعْمَلُوا كَما لَوْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَعْتَمِدُ عَلَيْكُمْ". إِذا كانَ الآبُ السَّماوِيُّ هُوَ الَّذِي يُعْطِي دَائِمًا، فَالإِنْسانُ هُوَ الَّذِي يَتَقَبَّلُ دَائِمًا. هذِهِ هِيَ مَعْنَى اللَّجاجَةِ فِي الصَّلاةِ: لَيْسَ تِكْرارًا آليًّا لِلْكَلِماتِ، بَلْ وُقوفٌ دائِمٌ أَمامَ اللهِ بِثِقَةٍ عَميقَةٍ وَمُلِحَّةٍ.
الْخُلاصَةُ الإِيمانُ الْحَقيقيُّ يُتَرْجَمُ مِنْ خِلالِ حَياةِ الصَّلاةِ الدّائِمَةِ. عَلَّمَنا الْمُخَلِّصُ أَنْ نُداوِمَ عَلَى الصَّلاةِ كَمِثْلِ الأَرْمَلَةِ الَّتِي غَلَبَتِ الْقاضِيَ الظّالِمَ بِلَجاجَتِها. وَالإِلْحاحُ فِي الصَّلاةِ يُعِينُنا عَلَى أَنْ نُدْرِكَ عَمَلَ اللهِ عِنْدَما نَراهُ، فَنَصْرُخُ إِلَيْهِ "لَيْلًا وَنَهارًا" وَيَقُولُ الْقِدِّيسُ يُوحَنّا الذَّهَبِيُّ الْفَمِ: "تَأَكَّدْ أَنَّكَ لا تَحُدُّ صَلاتَكَ بِجُزْءٍ مُعَيَّنٍ مِنَ الْيَوْمِ. اتَّجِهْ إِلَى الصَّلاةِ فِي أَيِّ وَقْتٍ". هكَذا يَعيشُ الْمَسِيحِيُّ فِي اللهِ دَوْمًا بِفِكْرِهِ وَمَشاعِرِهِ، فَيَتَحَقَّقُ قَوْلُ الرَّسُولِ بُولُس: "وَعَلَى الصَّلاةِ مُواظِبينَ" (رُومَة 12: 12). فَهَلْ إِيمَانُنَا بِالرَّبِّ هُوَ السَّبَبُ الَّذِي يُبْقِينَا فِي تَوَاصُلٍ دَائِمٍ مَعَهُ، وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي صَلَاتَنَا المَرْفُوعَةَ إِلَيْهِ، فَتَسْتَمِرُّ دُونَ مَلَلٍ أَوْ فُتُورٍ، حَتَّى فِي وَسَطِ التَّجَارِبِ وَالضِّيقاتِ؟ إِنَّهُ الإِيمَانُ الَّذِي يَجْعَلُنَا نُصِرُّ عَلَى الصَّلاةِ، وَنَرَى فِي الصَّمْتِ الإِلَهِيِّ دَعْوَةً لِمَزِيدٍ مِنَ الثِّقَةِ، وَفِي التَّجَارِبِ فُرْصَةً لِلتَّعَمُّقِ فِي مَحَبَّتِهِ.
|