![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ تُشِيرُ عِبَارَةُ "أَفَما يُنصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ" إِلَى أُسْلُوبٍ تَفْسِيرِيٍّ قِيَاسِيٍّ بِالْمُفَارَقَةِ، حَيْثُ يُشَبَّهُ اللهُ بِقَاضٍ لَيْسَ عِنْدَهُ عَدْلٌ (كَمَا فِي مَثَلِ الوَكِيلِ الظَّالِمِ، لوقا 16: 1)، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ أُسْلُوبِ "كَمْ بِالأَحْرَى" أَوْ "بِالأَوْلَى"، وَهُوَ أُسْلُوبٌ عِبْرِيٌّ شَائِعٌ فِي كِتَابَاتِ الرَّبِّيِّينَ اليَهُودِ، يُسَمُّونَهُ "مِنَ الخَفِيفِ إِلَى الثَّقِيلِ"، أَيْ الاِسْتِدْلَالُ مِنَ الأَصْغَرِ إِلَى الأَكْبَرِ. فَالمَعْنَى: إِذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَا فِي الحَالِ الأَدْنَى، فَكَمْ بِالأَحْرَى فِي الحَالِ الأَسْمَى. وَقَدِ اسْتُخْدِمَ هَذَا الأُسْلُوبُ مِرَارًا فِي الشَّرِيعَةِ وَالأَسْفَارِ المُقَدَّسَةِ (َكْوِين 42: 8، خُرُوج 6: 9، العَدَد 12: 14). وَبِذَلِكَ يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّهُ حَاشَا للهِ أَنْ يُشْبِهَ القَاضِيَ الظَّالِمَ فِي صِفَاتِهِ وَمَبَادِئِهِ، وَلَكِنَّهُ يَسْتَعْمِلُ المَقَارَنَةَ لِيُظْهِرَ تَفَاوُتَ العَدْلِ الإِلَهِيِّ عَنِ البَشَرِيِّ. |
![]() |
|