
الْإِنْسَانُ يَسْتَمِعُ إِلَى ٱللَّهِ
  يُعْتَبَرُ  حُسْنُ ٱلضِّيَافَةِ مِنْ سِمَاتِ ٱلِٱسْتِمَاعِ، وَنَرَاهُ بِوُضُوحٍ فِي  تِلْكَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَامَتْ بِهَا مَرْيَمُ، إِذْ لَا تُوجَدُ  ضِيَافَةٌ حَقِيقِيَّةٌ دُونَ ٱلِٱسْتِمَاعِ لِلضَّيْفِ. وَأَهَمُّ  ضِيَافَةٍ هِيَ: ٱلْحُضُورُ أَمَامَ ٱلْمُعَلِّمِ بِرُوحِ ٱلتِّلْمِيذِ.  قَامَتْ مَرْيَمُ بِدَوْرِ ٱلتِّلْمِيذَةِ، وَفَتَحَتْ مَجَالًا جَدِيدًا  لِلضِّيَافَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلْإِصْغَاءِ وَٱلْجُلُوسِ عِندَ قَدَمَيْ  ٱلْمُعَلِّمِ: "فَقَدِ ٱخْتَارَتْ مَرْيَمُ ٱلنَّصِيبَ ٱلْأَفْضَلَ، وَلَنْ  يُنْزَعَ مِنْهَا" (لوقا 10: 42).
 فَمَا هُوَ "ٱلنَّصِيبُ ٱلْأَفْضَلُ"  ٱلَّذِي ٱخْتَارَتْهُ مَرْيَمُ؟ إِنَّهُ ٱلِٱسْتِمَاعُ إِلَى يَسُوعَ،  ٱلَّذِي يُشْبِهُ ٱلِٱسْتِمَاعَ إِلَى ٱلشَّرِيعَةِ! ٱلْوَحْيُ يَقُومُ  عَلَى إِلْقَاءِ كَلِمَةِ ٱللَّهِ لِلْإِنْسَانِ، وَيَنْتُجُ ٱلْإِيمَانُ  عَنْ ٱلسَّمَاعِ، كَمَا جَاءَ فِي تَعْلِيمِ بُولُسَ ٱلرَّسُولِ: "كَيْفَ  يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوهُ؟ ... فَٱلْإِيمَانُ إِذًا مِنَ  ٱلسَّمَاعِ" (رومة 10: 17). 
وَلَمْ يَتَرَدَّدْ مُوسَى ٱلنَّبِيُّ فِي  تَشْجِيعِ ٱلشَّعْبِ عَلَى ٱلسَّمَاعِ بِقَوْلِهِ: "ٱسْمَعُوا" (سِفْرُ  ٱلتَّثْنِيَةِ). وَكَذٰلِكَ عَامُوسُ ٱلنَّبِيُّ (عاموس 3: 1)، وَإِرْمِيَا  ٱلنَّبِيُّ (إرميا 7: 2).