![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ، هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ [4]. إذ يقدم السيد المسيح روحه القدوس كسيفٍ خارج من فمه أو كسهمٍ إلهي يجعل من مؤمنيه حاملي روحه "كسهامٍ بيد جبارٍ، هكذا أبناء الشبيبة" [4]. يرى القديس أغسطينوس أن أبناء الشبيبة الذين هم كالسهام بيد جبارٍ، هم التلاميذ والرسل الذين صوبهم السيد المسيح حين أرسلهم مبشرين كالسهام، وشتتهم في كل الأرض. انطلقوا كأنهم قُذفوا بيد جبارٍ وهو الله. "إلى كل الأرض خرج صوتهم، وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم" (رو 10: 18). دُعوا أبناء الشبيبة، لأنهم كرزوا بروح القوة، ولم يُصبهم ضعف الشيخوخة حتى النفس الأخير، إذ كان الروح القدس يجدد مثل النسر شبابهم. كما يرى القديس أغسطينوس أن هذا القدير (الجبار) الذي يطلق سهامه بيده نحو الأرض كلها هو المخلص نفسه الذي قيل عنه: "اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك، وأقاصي الأرض مُلكًا لك" (مز 2: 8) * كيف يمتد هذا المُلك، ويزداد في أقاصي العالم؟ لأنه: كسهامٍ بيد القدير (الجبار)". تنطلق الأسهم من القوس، وكلما كانت اليد قوية تطير الأسهم إلى أماكن أبعد. أية سهامٍ أقوى من تلك التي للرب. فمن القوس أطلق رُسله. ولم يُترك موضع لم تنطلق إليه الأسهم بيدٍ قديرةٍ كهذه، ولم تبلغ إليها. لقد بلغت إلى أقاصي الأرض... الرسل أبناء الأنبياء كانوا مثل سهام في يد القدير. إذ هو القدير، فقد صوبها بيدٍ قديرة بلغوا إلى أقاصي الأرض. القديس أغسطينوس * السهام مرعبة، لكن ليس في ذاتها، وإنما عندما يمسك بها إنسان قوي، يقتل بها مهاجميه، هكذا يكون هؤلاء. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
|