![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الخلط بين عبادة الله وعبادة الأوثان 29 فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. 30 فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوثَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، 31 وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلهَيْ سَفَرْوَايِمَ. 32 فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ أطْرَافِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ، كَانُوا يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. 33 كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ 34 إِلَى هذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. 35 وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْدًا وَأَمَرَهُمْ قَائِلًا: «لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. 36 بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ اسْجُدُوا، وَلَهُ اذْبَحُوا. 37 وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 38 وَلاَ تَنْسَوْا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 39 بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ». 40 فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. 41 فَكَانَ هؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضًا بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا، وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. [29] "فكانت كل أمة تعمل آلهتها"، فعوض الإيمان بالله خالق السماء والأرض، والذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، قامت الأمم بتشكيل الآلهة التي تتعبد لها حسب هواها، لتحقيق الآلهة شهوات الإنسان الخاصة. هؤلاء من منطقة السامرة الذين يُكِنُّون كل عداوة ليهوذا وبنيامين، هم من سلالة الشعوب التي استقرت في مملكة الشمال، بعث بهم ملوك أشور من مناطق مختلفة بعد ترحيل عدد كبير من الإسرائيليين إلى العاصمة سنة 722 ق.م واختلطوا باليهود، فمزجوا بين عبادة الله الحي والعبادة الوثنية. v من المناسب أن نخبر من أين جاء أصل السامريين. أقول هذا لأن كل المنطقة تُدعَى السامرة. فما هو مصدر هذا الاسم؟ يُدعَى الجبل "سامر" على اسم مالكه (شامر) (1 مل 16: 24)... لم يكن يُدعَى سكانها سامريين بل إسرائيليين. ولكن مع الزمن إذ عصوا الله في أيام الملك فقح، فصعد تلغث بلاسر واستولى على مدن كثيرة (2 مل 15: 29). بعد مهاجمة إيلة وقتله، سلَّم المُلك لهوشع. مؤخرًا جاء شلمنأسر واستولى على مدنٍ أخرى، وأخضعها ووضع عليها جزية. مع أن هوشع في البداية خضع، غير أنه ثار بعد ذلك على هذا الخضوع، ولجأ إلى المصريين[13] [4]. عَلَمَ الأشوريون بذلك وبعثوا حملة وأخذوا سبايا، ورفضوا ترك الأمة في مكانها بعد، إذ تشكك أشور متوقعًا حدوث تمرُّد آخر. نُقل السكان إلى بابل ومادي، وجاءوا بأناس من مناطق مختلفة مجاورة، يسكنون في السامرة، بهذا تطمئن أشور أن سلطانها يبقى في المستقبل، وأن السكان يعيشون في ولاء لأشور. عندما حدثت هذه الأمور، إذ أراد الله أن يُظهِرَ سلطانه أنه هو الذي سلَّم اليهود ليس عن عجز في القوة من جانبه، وإنما بسبب خطايا هؤلاء الذين أخضعهم لأعدائهم، أرسل أسودًا على البرابرة، وافترستهم. أُرسل للملك تقريرًا بما حدث، فبعث بكاهنٍ معينٍ يعلمهم شرائع الله، مع هذا كله لم يتحرر (الإسرائيليون) من شرهم، وإنما بطريقة جزئية. مع مرور الزمن تركوا الأصنام وعبدوا الله. إذ بلغ اليهود هذا الأمر حمل اليهود روح نزاع ضدهم وحسبوهم غرباء وأعداء ودعوهم سامريين باسم الجبل الذي بُنيت عليه المدينة. القديس يوحنا الذهبي الفم v يدعو اليهود الحارس "سومر somer". لذلك جاء في تقليدهم أن السامريين أخذوا هذا الاسم أولاً، لأن ملك الأشوريين أرسلهم حُرَّاسًا على أرض إسرائيل بعد السبي. العلامة أوريجينوس فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوثَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، [30] سكوث بنوث: الترجمة الحرفية "سكن البنات" أو "خيام البنات" أو "أكشاك البنات"، ويُفترَض أن يكون اسم أماكن يتسلل إليها النساء لممارسة طقوس دنسة تخص عبادة آلهة بابليين. غالبًا ما تشير إلى عامة الباغيات لدى هيكل فينوس Venus عند البابليين. يرى Sir H.Rawlinson أن الكلمة تمثل إلهة كلدانية تسمى Zir-bamit، يعبدونها في بابل وتُسمَّى ملكة المكان. ويظن Gesenius إنه ربما تُقرأ سكوث باموث Succoth-bamoth وتعني أكشاك في المرتفعات مُخصصة للأصنام. نرجل Nergal: كان إله أشوري معروف. والكلمة معناها "بطل" أو "إنسان عظيم". وهو يُطلَق على نُصب تذكارية بأسماء متنوعة، "الأخ العظيم"، "حاكم العاصفة"، "إله المعارك"، "إله الصيد". الاسم الأخير هو اللقب الرئيسي، ويبدو أنه كان الشفيع الرئيسي للصيد، مما جعل البعض يعتقد أنه يمثل البطل نمرود Nimrod المتأله. كثيرًا ما كان اسم نرجل يظهر على أختام أشورية وأسطوانات، رمزه إنسان على شكل أسد، أو أسد له رأس إنسان وبه جناحا نسر. نرجل يطابق الإله Mars حسب الفلك. كان نرجل إله الحرب والوباء عند البابليين، وكان معبده في كوث، وصنمه على هيئة أسد له جناحان، وله وجه إنسانٍ. ودَخَلَ اسمه في بعض الأسماء البابلية كنرجل شرصر (إر 39: 3). إشيماAshima هو إله شعب حماث Hamath. أغلب الكُتَّاب اليهود يؤكدون أن هذا الإله كان يُعبَد في شكل ماعِز بدون صوف، وآخرون تحت شكل حَمَل. وقد وُجدت المعزاة بين الحيوانات المقدسة في النُصب التذكارية البابلية. هذا يجعل الأشيما تطابق الـMendesالمصرية والـPan اليونانية. يرى بعض الكُتّاب أن الأشيما هو عينه الإله الفينيقي Esmun والـEsculapius الفينيقي الذي يحمل نفس سمات الإله بان Pan. وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلَهَيْ سَفَرْوَايِمَ. [31] نبحز Nibhaz: هو إله العويين Avites، ولكن لا يُعرَف شيء عن سماته ولا عن شكل صنمه. يقول المفسرون العبرانيون إنه صنم على شكل إنسان له رأس كلب. عبد المصريون الكلب، ويرى بعض الكُتَّاب أن إلههم أنوبيوس Anubis على شكل إنسان له رأس كلب، وإن كان Wilkinson يقول أن له رأس ابن آوَى. ترتاق Tartak : وهو أيضًا إله Avite يظن بعض الكُتّاب اليهود أن تمثاله على شكل حمار، لكن البعض يرون أن هذا مُجَرَّد تخمين، وأن الاسم يعني "بطل الظلمة"، وهو يشير إلى كوكب له تأثير مُدَمِّر مثل مارس Mars أو Saturn أدر مّلك. فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ أطْرَافِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ، كَانُوا يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. [32] لم يلتزموا بالأمر الإلهي أن يكون الكهنة من نسل هرون، بل اختاروا من أطرافهم كهنة. كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبُوهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ [33] كانوا يتقون الرب بالعبادة الخارجية دون الروحية القلبية. إِلَى هَذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ، وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ، وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ. [34] لخَّص الكتاب خطأ السامريين في أمرين: أنهم لم يتقوا الرب، ورفضوا الشريعة والوصية الإلهية. بهذا كسروا العهد مع الله. صار السامريون ثلاثة أنواع: 1. الساجدون للعجلين كما فرض يربعام، وهم قليلون. 2. الإسرائيليون الذي أضافوا على عبادة العجلين ما اتخذوه من الوثنيين. 3. الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام ما كانوا اتخذوه من الإسرائيليين. آمن كثير من السامريين بالسيد المسيح (يو 4: 39-42؛ أع 8: 5، 25). وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْدًا وَأَمَرَهُمْ قَائِلًا: لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. [35] بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ اسْجُدُوا وَلَهُ اذْبَحُوا. [36] العلّة الرئيسية لعبادة للرب أنه خلَّصهم من الأعداء بقوة عظيمة وذراع ممدودة، ليس من قوةٍ تقف أمامه وتقاومه. وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. [37] وَلاَ تَنْسُوا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. [38] بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ. [39] فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. [40] فَكَانَ هَؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضاً بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هَكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [41] كيف يمكن للأمم أن يخافوا الإله الحقيقي ويعبدوا آلهة مُزيَّفة؟ يقول بوضوح عن الأمم: "كانوا يتَّقون الرب" ، وقيل أيضًا في نفس السياق: [كانوا يعبدون تماثيلهم] . الإجابة: إن هذا مثال لاستخدام كلمة يتقي fear بمعاني مختلفة. إنهم يتقون الله بصفة عامة، ولكن ليس في هذه الحالة بالتحديد. إنهم لم يعبدوا الإله الواحد ولكنهم وثنيون. وهذا ما جاء في الآية 4: [فكان هؤلاء الأمم يتقون الرب ويعبدون تماثيلهم]." v هكذا يقول إن السامرة ستُحاط وتُحاصَر بشعوب معادية. ليس فقط يَضربون خدَّها برؤوسهم، الأمر الذي يمكن احتماله، وإنَّما سيسحقونها بالعصيَ، الأمر الذي يحمل قسوة خاصة. هذا يعني محنة السبي المُهينة البائسة، فإنَّه دون جدالٍ أن ضربْ الخد فيه إهانة خاصة. لاحظوا أنَّهم يضربونها أيضًا بالعصيّ، فيسبِّبون متاعب عنيفة مع إهانة. لقد أُهينت السامرة حيث حكمها سبط أفرام. كانت في عارٍ وتحت الآلام. على أي الأحوال ستتوقَّف الأيدي الضاربة، فلا نذوق بؤسًا إن كنَّا نبذل ما في وسعنا أن ننزع غضب الرب عن الكل بسبب العصيان، وارتكاب الخطايا بتلهُّفٍ، الأمر الذي يبغضه الرب. إن كنَّا نكرِّمه بالحياة الفاضلة عوض هذا، فإنَّنا نتمتع بالرخاء ونحيا حياة مفرحة جديرة بالإطراء. القديس كيرلس الكبير |
![]() |
|