انظري يا نفسي هاهي تتقدم لأبنها وهو حامل صليبه محاولة أن تقبله ، ولكن هذه الجندي الغليظ القلب يدفعها إلي الوراء بلا رحمة أو شفقة . انظروا حزن الأم علي وليدها و وحيدها كيف احتملت أن تسمع دق المسامير في يديه . أي آذان تلك التي احتملت صوت هذه المطارق . انظروا كيف التقت عيني يسوع و أمه الباكية . ما أصعب هذه النظرة علي كليهما . هاهي العذراء لا تتحمل أكثر من ذلك . انظروها وهي تنهار وتسقط في الطريق باكية ثم ترفع عينيها إلي السماء صارخة ، ولكن نظرة يسوع لها تشجعها فرغم آلامه وعذاباته فهو دائما سر العزاء . في نظرته تذكرت كيف أنبأها سمعان الشيخ قائلا " وأنت أيضا يجوز نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة " ( لوقا 2 : 25 ) … لقد تذكرت كيف وهي ترضع يسوع من لبنها البتولي كانت تردد مع نفسها أن هذا اللبن الذي ترتشفه الآن سوف يصير دما يهرق مثلما تقول عروس النشيد " صره المر حبيبي لي بين ثديي بيت "( نش 1 : 13 ) لقد كانت نظرة يسوع لها بلسما لجروحها ودواء لأسقامها.
في هذه البقعة يا ربي التقيت مع أمك البتول . ما أقساه لقاء. لقاء يستشهد فيه قلبيكما ولكنكما انتصرتما لأن اتحادكما بالعذاب كان مقويا لكما فانتصر الحب رغم شدة الألم .