![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أليشع يعلن عن الفرح الإلهي وَقَالَ أليشع: اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ غَدًا، تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ فِي بَابِ السَّامِرَةِ. [1] "في باب السامرة"، كانت الأسواق تُقام بجوار باب المدينة حتى يمكن للداخلين والخارجين أن يقوموا بشراء ما يحتاجون إليه. في نهاية الأصحاح السابق، إذ نزل رسول الملك إلى أليشع، وغالبًا ما طالب النبي الملك وكل القيادات والشعب بالتوبة والرجوع إلى الله، فكانت إجابة الرسول: "هُوَذَا هذَا الشَّرُّ هُوَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ الرَّبِّ بَعْدُ؟" لم تكن هذه الإجابة تحمل عتابًا بل يأسًا. يشتاق الله أن يدخل معنا في حوار، ويَقْبَل من مؤمنيه العتاب، كما حدث مع أبينا إبراهيم حين أخبره الرب عن حرق سدوم وعمورة، وأيضًا ما حدث مع أيوب ومع المُرَتِّل. لكن هؤلاء حاوروه بروح التواضع، أما الملك ورسوله وقادته فكانوا يتحدثون بروح التشامخ مع اليأس. ومع هذا جاءت إجابة الرب على لسان أليشع تحمل رجاءً مُفرِحًا. وفي نفس الوقت أكَّدت أن سبب الكارثة ليس الله بل شرورهم. أولاً: كل ما كان يطلبه الملك، هو زوال الحصار ليتمكن مع السلطات في تدبير الأمر الذي يتطلب زمنًا طويلاً نسبيًا بعد حدوث هذا الخراب الشامل. وجاءت الإجابة بتحديد الزمن لا باليوم فقط بل وبالساعة: "في مثل هذا الوقت". ثانيًا: سيأتي الحلّ كاملاً من قِبَل الرب وسريعًا، فسيحدث فيض من الدقيق الفاخر كما من الشعير، فيَشْبع الناس والحيوانات، ويحدث فائض يُقدَّم للبيع بأسعار زهيدة. بإعلانٍ إلهي أدرك النبي الرخاء الذي يحلُّ على السامرة، أما حاشية الملك فلم تُصَدِّق نبوته وإعلان الله له. v أولاً لتدركوا تنازل الله. لتتنازلوا فتكونوا متواضعين لأجل أنفسكم، متطلعين إلى الله الذي تنازل متواضعًا لأجلكم أيضًا وليس لأجل نفسه... اعترفوا بضعفكم؛ ولترقدوا أمام الطبيب في صبرٍ. عندما تدركون تنازله ترتفعون معه، ليس بأن يرفع نفسه بكونه الكلمة، بل بالأحرى يُدرَكْ منكم أكثر فأكثر... هو لا يزيد، لكنكم أنتم تتقدمون، فيكون كمن ارتفع معكم... تطلعوا إلى الشجرة، فإنها أولاً ضربت جذورها إلى أسفل حتى تنمو إلى فوق. تُثَبِّت جذرها السفلي في الأرض لكي ما تمتد بقمتها إلى السماء. هل تبذل جهدًا للنمو إلاَّ من خلال التواضع؟ إذن "ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم، وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة... لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف 3: 17–19). القديس أغسطينوس لم يقلقوه حين هددوه بالموت، لكنه احتمل، واستجاب لهم وأراحهم. تحركت نفسه الجبارة ليصنع الأعجوبة، فرفع صوته بالنبوة بعجبٍ عظيمٍ. غدًا سيحل الأمان والشبع والعجب العظيم، غدًا ستَفتح المدينة أبوابها بشكلٍ علنيٍ. غدًا سيخرج المحاصرون في المدينة من الضيق، وسيشبع الجياع، وينسون المجاعة التي عذَّبتهم. غدًا سيجد كل الشعب على أبواب السامرة كيلاً عظيمًا يُباع بأثمان زهيدة. تكلم النبي كلامًا إلهيًا بحسب الإعلان، واحتقرت حاشية الملك عظَمة كلمته. هدَّدوه بقطع رأسه بسبب المجاعة، ولما وعدهم بالرخاء لم يُصدِّقوه. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|