![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إصلاح طعام مميت 38 وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى الْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسًا أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ». 39 وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولًا، فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. 40 وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا وَقَالُوا: «فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللهِ!». وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. 41 فَقَالَ: «هَاتُوا دَقِيقًا». فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: «صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا». فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ. وَرَجَعَ أليشع إِلَى الْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، وَكَانَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ جُلُوسًا أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: ضَعِ الْقِدْرَ الْكَبِيرَةَ، وَاسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي الأَنْبِيَاءِ. [38] الجلجال: تبعد حوالي ميل شمال شرق أريحا. وهي أول مكان عسكر فيه إسرائيل بعد عبور الأردن (يش 4: 19-20). ربما يشير هنا إلى المجاعة التي دامت سبع سنوات (2 مل 8: 1-2). وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً، فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ السَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. [39] من هو هذا الواحد؟ يرى القديس أفرام السرياني أنه هو المسئول عن تدبير معيشة الأنبياء. v هذا هو المسئول بين الأنبياء، كاد يموت جوعًا، إذ لم يجد طعامًا التزم أن يذهب إلى الحقول يبحث عن بعض الأعشاب. وإذ لم يستطع أن يجد الأعشاب التي يعرفها جمع ما لم يعرفه، ولم يكن صالحًا للأكل، إذ كتب أنه جمع حنضلاً برّيًا. القديس أفرام السرياني اليقطين البرّي هو القثاء البرّي، غالبًا ما كان الحنضل، طعمه مرّ، ويُسبِّب إسهالاً شديدًا مع مغص وقيء شديد. جاء في الترجمة البشيطة Peshitta السريانية والتي اقتبس منها القديس أفرام السرياني "الحنظل" colocynths. v بنو الأنبياء الذين كانوا رهبان العهد القديم بنوا لأنفسهم أكواخًا بجوار مياه الأردن، وهجروا المدن المزدحمة، عاشوا على الحساء وأعشاب البرية (2 مل 4: 38-39؛ 6: 1-2). ما دمت في بيتك، اجعل قلايتك هي فردوسك (جنَّتك)، هناك جميع ثمار الكتاب المقدس المتنوعة. لتكن هذه هي رفيقك المُفضَّل، واحمل وصاياه في قلبك. القديس جيروم القديس باسيليوس الكبير وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ السَّلِيقَةِ صَرَخُوا: فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ الله! وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. [40] عرفوه من طعمه المرّ، وتوقفوا عن الأكل قبلما يأكلوا قدرًا ما يسبب لهم سمًا. وجَّه الأنبياء هذه الصرخة لأليشع النبي، فإنه إذ كان جوع وضعوا قثاء بريًا أو حنضلاً سامًا في القدر، ولم يستطيعوا أن يأكلوا. أمر أليشع النبي بوضع قليل من الدقيق في القدر ثم طلب منهم أن يأكلوا، فأكلوا وشبعوا. ماذا يُقدِّم لنا العالم إلا الموت ؟! لذا صارت الحاجة أن يسكب الدقيق في القدر فلا يكون موت بل حياة. هذا الدقيق هو جسد الرب يسوع الذي صار خبز الحياة، من يأكله يتمتع بالحياة الأبدية عوض الموت ( يو 6 : 53). فَقَالَ: هَاتُوا دَقِيقًا. فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا. فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ. [41] لا يحمل الدقيق قوة معجزية لإزالة السم عن الطعام، إنما إيمان أليشع في قوة الله وقدرته ومحبته هو الذي نزع عن الطعام السم المميت. ليس في الدقيق ما يضاد السم، لكن الله اختاره كما سبق فاختار الملح (2 مل 2: 20-22) لإصلاح الماء المُر. أظهر بنو الأنبياء إيمانهم بالرب ونبيه فأكلوا حسب قوله مما كان قبلاً سامًا. v أصلح أليشع طبيعة الطعام المطبوخ بقليل من الدقيق، أعطاه تذوقًا جديدًا. فعل ربنا نفس الأمر بتدبيره (الإلهي) حتى يُقتدَى به. وكما قال لأجل نصحنا لكي نسير في طريق البرّ والتقوى، ونفرح بالمكافأة العظيمة التي وعدنا بها، ولشفاء الأمراض والكروب والضيقات التي تحيط بنا على الدوام منذ بدء حياتنا. أب جنسنا آدم، جمع هذه الثمار (المرّة) كثمرة لخطيته، وقدمها لنا في الساعة التي سمع فيها كلمات خالقه: "الأرض ملعونة من أجلك. إنها تنبت لك شوكًا وحسكًا. أنت تراب وإلى تراب تعود" (تك 3: 17-19). القديس أفرام السرياني |
![]() |
|