![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ، وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْه،ِ وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. [34] لم تستطع عصا أليشع أن تقيم الميت، إنما كانت هناك حاجة أن يضع فمه على فم الوالد، وعينيه على عينيه إلخ. فكان رمزًا للسيد المسيح الذي يُقدِّم حياته فديةً عنا. يرى القديس أفرام السرياني أن ما فعله أليشع النبي كان يشير إلى تجسد كلمة الله الذي صار إنسانًا أقل من الملائكة (عب 2: 9) لكي يُقِيمَنا من الموت. ويرى أن النبي قد صغُر ليصير كمن في حجم صبي من أجلنا. v لم يستطع الخادم أن يقيم الجسم الميت بالعصا، كما يشهد بذلك بولس الرسول: [الناموس لا يُكَمِّل شيئًا] (عب 7: 19). ولكن عندما جاء بشخصه، وبسط نفسه في تواضع على الجسم حدّ نفسه ليكون في حدود أعضاء الجسم الميت. "الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبدٍ، صائرًا في شبه الناس" (في 2: 6-7)... نفخ على الجسد الميت سبع مرات، فإنه بإعلان العطية الإلهية يهب الروح النعمة السباعية على الذين ينطرحون في موت الخطية. بعد ذلك قام حيًا، ذاك الطفل الذي لم تستطع عصا الخوف أن تُقِيمَه، عاد إلى الحياة بروح الحب. البابا غريغوريوس (الكبير) v بالرغم من كونه على هيئة الله، تقبَّل هيئة الإنسان، هكذا نقص حتى نزداد نحن خلاله. القديس جيروم ولكي أُذَكِّركم فقط، دعوني أذكر ابنة رئيس المجمع، وتشقُّق الصخور وقيام كثير من أجساد القديسين الذين رقدوا (مت 27: 52)، فقد "فُتحتْ قبورهم". لكن بالأحرى كونوا ذاكرين [أن المسيح قام من الأموات] (1 كو 15: 20). أتكلم عن إيليا وعن ابن الأرملة الذي أقامه، وعن أليشع الذي أقام ميتًا مرتين: مرة في حياته، وأخرى بعد موته. لأن في حياته أتم القيامة بنفسه [34] his soul. لكن لكي تُكرَم ليس فقط نفوس الأتقياء، بل ولكي يُصدَّق أنه في أجساد الأتقياء تكمن قوة، فالجثة التي ألقيت في قبر أليشع عندما لمست جسد النبي قامت (2 مل 13: 21). فصنع جسم النبي الميت فعل النفس. الذي مات ودُفن أعاد الحياة للميت، ولو أن الذي أعطى حياة استمر وسط الأموات. لماذا؟ لئلا إن قام أليشع مرة أخرى فالعمل يُعزى لـ"نفسه" فقط، وإنما ليظهر أنه حتى في غياب "النفس" تسكن فضيلة في أجساد القديسين بسبب النفس التقية التي سكنت به عدة سنين واستعملتها لخدمتها. فلا تدعونا نكذب بجهل كأن هذه الأشياء لم تحدث. لأنه إن كانت المناديل والعصائب التي من الخارج تلمس أجساد المرضى فيشفون، فما بالك بجسم النبي نفسه يقيم الموتى؟ القديس كيرلس الأورشليمي v انحنى أليشع ليحيي الصبي، وتواضع المسيح ليرد العالم المُلقَى في الخطية. وضع أليشع عينيه على عيني الصبي، وفمه على فمه، ويديه على يديه. لاحظوا يا إخوة كيف أن رجلاً كامل السن يسحب نفسه ليتناسب مع صبي مُلقَى ميتًا، لأن ما فعله أليشع في حالة الصبي حققه المسيح بالكامل مع الجنس البشري كله. أنصت إلى قول الرسول: "وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (في 8:2). جعل نفسه صغيرًا... انحنى الطبيب الحنون لأنه بالحق يا إخوة، لا يقدر أحد أن يرفع أحدًا مُلقَى أرضًا إن رفض أن ينحني. v حقيقة عطْس الصبي سبع مرات يُظهِر نعمة الروح القدس السباعية التي منحت للجنس البشري عند مجيء المسيح ليرده إلى الحياة. بخصوص الروح نفسه، يقول الرسول: [إن كان أحد ليس له روح المسيح، فلا ينتسب للمسيح] (راجع رو 9:8)... حقًا بطريقة وضع فمه على أفواههم ونفخ عليهم وأعطاهم الروح. الأب قيصريوس أسقف آرل |
![]() |
|