![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() استجداء عاطفة عَابِرِي الطَّرِيقِ أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانظروا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي، الَّذِي صُنِعَ بِي الَّذِي أَذَلَّنِي بِهِ الرَّبُّ يَوْمَ حُمُوِّ غَضَبِهِ [12]. أثناء التأديب الإلهي يظن الإنسان في ضعفه أنه أكثر الخليقة بؤسًا، فيصرخ: "انظروا إن كان حزن مثل حزني!". إذ صارت الكارثة لا تُحتمل طلبت أورشليم حتى من العابرين عليها أن ينظروا ويتحننوا عليها. في وسط الضيق الشديد تتعرف الكنيسة (أورشليم) على ضعفاتها وتتلامس مع يد الله وبرّه. تطلعت أورشليم حولها فلم تجد لها معزيًا من الأقوياء والأصدقاء، ومن مرارتها صرخت إلى جميع عابري الطريق العاجزين عن مساندتها، وأيضًا الشامتين فيها، لتعلن أن ما حلّ بها ليس عن قوة العدو الذي سباها ودمَّرها، وإنما عن سماح الله لها بالمذلة لأنها عوض الرجوع إليه للتمتع بالرحمة الإلهية أصرت على الشر الذي لا يطيقه الرب. إنها في مرارتها تستغيث بهم، مع تأكدها من عجزهم عن مساندتها، وأن طريق خلاصها الوحيد هو الرجوع إلى الله بالتوبة. يحمل هذا القول فهمًا روحيًا، حيث تقدم المسيّا المخلص كحمل الله يحمل خطايا العالم، ويحتل مركز البشرية الآثمة، فيصير من أجل محبته "ذبيحة إثم" وكقول إشعياء النبي: "كلنا كغنمٍ ضللنا، ملنا كل واحدٍ إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعا" (إش 53: 6). وكما يقول الرسول بولس: "جعل الذي لم يعرف خطية (ذبيحة) خطية لأجلنا" (2 كو 5: 21) يقول الشاعر الهندي الوثني طاغور: "أنا لا أعلم كيف ينام المسيحيون، وهم يعلمون أن لهم إلهًا جاز كل هذه الآلام لأجلهم". ويقول السيد المسيح في بستان جثسيماني وهو يشرب كأس الألم لأجلنا: "يا ابتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لو 22: 42). لقد عصى آدم الأول الوصية، وجاء آدم الثاني ليشرب كأس الألم في طاعة للآب الذي هو واحد معه في ذات الجوهر. |
![]() |
|