يطلب منَّا يسوع أيضًا أن نصلي بإيمان.والإيمان ليس شرطًا للصَّلاة فحسب إنَّما هو نتيجتها ومفعولها، كما يبدو واضحًا من إيمان عامل الملك بالمسيح في شفاء ابنه المريض (يوحنا 4: 50 و53) وإيمان مرتا ومريم بالمسيح في إحياء أخيهم لعازر (يوحنا 11: 25-27 و45). لذلك يتوجب علينا إن نصلي ونحن على يقين من استجابة يسوع لصلاتنا. وهذا اليقين هو منبع الصَّلاة وشرطها، كما جاء في حوار يسوع مع يائيرس، رَئيسِ المَجمَعِ بقوله: "لا تَخَفْ، آمِنْ فحَسْب تَخلُصِ ابنَتُكَ " (لوقا 8: 50). ويعبّر مرقس عن ذلك بصورة مباشرة: "مَن لا يَشُكُّ في قَلبِه، بل يُؤمِنُ بِأَنَّ ما يَقولُه سيَحدُث، كانَ له هذا" (مرقس 11: 23).
يتوجَّب علينا أن نكون على يقين، لأنَّنا ندعو الله الآب: "فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه"(لوقا 11: 13). فلا نكثر من الكلام أو نطيله عبثًا (متى 6: 7) كأن الله بعيد عنَّا، كما كان شأن بعل الذي سخر منه إيليا (1 ملوك 18: 26-28)، لأنَّ جاء في توصيات يسوع "إِذا صلَّيْتُم فلا تُكَرِّروا الكلامَ عَبَثًا مِثْلَ الوَثَنِيِّين، فهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم إِذا أَكثَروا الكلامَ يُستَجابُ لهُم. فلا تتَشَبَّهوا بِهِم، لأَنَّ أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه"(متى 6: 7-8). فالإيمان يُثمر الحُبَّ، والحُبُ يدفع لخدمة القريب، والخدمة تُعطينا السَّلام الدَّاخلي مع الله. وفي هذا الصَّدد تقول القديسة الأم تريزا الكالكوتيَّة: " ثمرة الصَّلاة بالإيمان الحُبُ، وثمرةُ الحبِّ الخدمة، وثمرة الخدمة السَّلام".