ع1-2: يتكلم المسيح هنا عن أركان العبادة الأساسية، وهي الصدقة والصلاة والصوم. ولعله يبدأ بالصدقة امتدادا لكلامه السابق عن تقديم المحبة وعمل الخير مع الكل، حتى الأعداء.
ويضع شرطا أساسيا لقبول الصدقة، وهي أن تكون من أجل الله، وليس بغرض أن ينظرنا الناس ويمجدوننا، لأنه إن نلنا مديح الناس، فليس لنا أجر عند الله. وقد كان المراؤون قديما لا يتصدقون بسبب محبتهم لله والمحتاجين، بل يتصدقون لمجدهم الشخصى، فيضربون الأبواق لكي يجتمع الناس وينظروا عظمة عطائهم فيمجدونهم.
"أبيكم الذي في السماوات": يقصد الله الذي يسمو على أفكار المرائين الأرضية الزائلة، والذي نستعد لنكون معه في الحياة الأبدية، وننال مكافأة حياتنا البارة على الأرض بالميراث السماوي الأبدي.
"المراؤون": من يُظهرون غير ما يُبطنون، فمظهرهم عمل الرحمة، وحقيقتهم الكبرياء وطلب مديح الناس؛ ويقصد هنا الكتبة والفرّيسيّين.
"في المجامع وفي الأزقة": حيث يكثر الناس ليقدموا مديحا أكبر لهم.