* لم يبغض النبي المغبوط أناسًا مثل أبشالوم وشاول وأمثالهما، وإنما عني ببغضه مخالفي الناموس الأفكار والأعمال والحركات التي تسوق إلى مخالفة ناموس الله. ويمكن أيضًا أن يعني الذين يغوون الناس لمخالفة الناموس. فقد أمرنا أن نبغض والدينا وأقرباءنا؛ ولكن ليس المراد من هذا القول أن نبغض أناسًا، لأنه كيف يناقض قوله أن نحب أعداءنا؟! وإنما عني أن نبغض ونرفض أقوالهم وأعمالهم التي تخالف ناموس الله. لقد طلب أن نبغض أنفسنا، بمعنى أنه إذا كانت شهواتنا مضادة لإرادة الله فلا نطيعها. وأيضًا البغضة تعني تأخير محبة الأقرباء ومحبتنا لأنفسنا مفضلين محبة الله عنها. وذلك كما يُقال عن نور السراج ظلمة قياسًا إلى نور الشمس. فمن يحب ناموس الله يبغض أي يزدري بكل أمر يحثه على مخالفته، ويكون الله معينًا له، وناصرًا، على أعدائه بسبب اتكاله على أقواله.
أنثيموس أسقف أورشليم