يصف لوقا الإنجيلي زيارة مَريَم العذراء لخالتها أَليصابات المُسنَّة، شقيقة أمِّها حنّة كامتدادٍ لبشارة المَلاك جِبرائيل لمَريَم العذراء، وكتمهيدٍ لأحداث ميلاد الرَّبّ. وأصبحت أَليصابات بعد مَريَم العذراء ثاني شخص يعترف بتجسد يسوع، كلمة الله، في أحشاء مَريَم البتول، إذ قالت " مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟ " معلنةً بذلك أيضا أمومة مَريَم. وهكذا تؤكّد زيارة مَريَم العذراء حقيقة التَّجسُّد من خلال تحية السَّلام المتبادلة بين مَريَم وأَليصابات؛ أنها صور تمهيديّة تكشف عن شخص السَّيِّد المسيح نفسه، وعمله في حياتنا كما تكشف صورة مريم العذراء الذي اختارها الله منذ الأزل لتكون والدة ابنه المتجسِّد. فما أحرانا نحن أبناء الأرض المقدس أن نكون في طليعة المسيحييِّن المُفتخرين بمريم العذراء سيدة لهم. ففي هذه الأرض وُلدت مريم، وعاشت وأصبحت أمًّا للمسيح، ورفيقة في حياته وموته وقيامته، وفيها أصبحت أمَّا لنا وللكنيسة بأسرها.