المساكين بالروح همُ الذين تخلّوا عن كلِّ شَيء

[walaa farouk]

طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 3:5)
عندما ننظرُ إلى هذا العالم الكئيب،
نرى بوضوح استخفافَ البشريَّة للأشخاص الذين هم مساكين الرُّوح،
إذ يظنّونَهم بأنّهم أشخاص لا حولَ لهم ولا قوَّة، ولا يملكون القدرَةَ على مواجهة العالم وتحدِّياتِه.
ولكن لو نظرنا إلى حياةِ المساكين بالرّوح،
لرأينا بأنَّ هؤلاء لا يحاولون التقيّدَ بهذه القوانين رغمًا عنهم،
لأنّهم عاجزون، بل لأنّهم قد أدركوا حاجتَهم الروحيَّةَ لله،
خصوصًا عندما وقفوا أمام قداستِه،
ليعيشوا حياة التواضع التي عاشَها المسيح في حياتِه البشريَّة،
بعدما تخلّى عن أمجادِه السماويّة، لا بل أكثرَ من ذلك تخلّى عن إرادتِه،
مفتقرًا كإنسانٍ ليتقبّلَ إرادةَ الله الآب الغنيَّة.
المساكين بالرُّوح ليسوا أولئك الذين هم عاجزون عن كلِّ شَيء،
بل همُ الذين تخلّوا عن كلِّ شَيء،
فأصبحوا يمتلكون كلَّ شَيء في المَسيح "الله الإبن"
، الذي وهبَهم تواضعَه وغنى ملكوتِه السَّماويّ.