لكن كيف نتصرف عندما نتعرض لخيبة الأمل، ويخذلنا أحباؤنا، ما فعله داود في تلك الحادثة هو خير طريقة للتصرف وقت خيبة الأمل، فلم يذهب لقادة جيشه ليندب حظه وما فعله أبشالوم معه، ولم يوجه اللوم لنفسه، بل لجأ إلى الله وقد كتب المزمور الثالث في هذه المناسبة وسنجد في آيات المزمور تعبيرًا عن حالة قلب دواد في تلك الحادثة: «مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ حِينَمَا هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَبْشَالُومَ ابْنِهِ: يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ. كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي: لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ. سِلاَهْ. أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ. سِلاَه. أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي. لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب الْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي. قُمْ يَا رَبُّ! خَلِّصْنِي يَا إِلهِي! لأَنَّكَ ضَرَبْتَ كُلَّ أَعْدَائِي عَلَى الْفَكِّ. هَشَّمْتَ أَسْنَانَ الأَشْرَارِ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ عَلَى شَعْبِكَ بَرَكَتُكَ. سِلاَهْ».
ذهب داود لله وسكب نفسه (قال كل اللي جواه) من ضيق وألم وحزن وخوف لله. وهذا هو عين الصواب أن نسكب القلب أمام الله فهو يشعر بنا ويفهمنا حتى لو لم نتكلم. بعد أن سكب داود ما بداخله توجه لله بأنه هو التُرس الذي يحميه ويرفع رأسه وينجيه، وهذا يشجعنا أن نمسك في الرب ونحتمي فيه، ففي كثير من المزامير يتكلم كاتب المزمور لله كأنه صخرته وتُرسه وحمايته وملجأه الحصين، على سبيل المثال مزمور٤٦، وفي عدد ٥ نام داود مُسلمًا نفسه لله ولرعايته، واستيقظ بتعضيد من الله، ثم تأكد أن الله سيخلصه ع٨.