لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إلى الضَّالِّ حتَّى يَجِدَه؟
"البَرِّيَّة" فتشير إلى مرعى القطعان المألوف في فلسطين، وهي تناسب الجبال الوارد ذكرها في متى (18: 12). وهي مكان لم يكن مزروعاً بانتظام مثل الحقول والحدائق في المدن، ويسكنه عادة البدو. وكانت ستعمل البَرِّيَّة أيضا كمراع للمواشي مع أنَّها لم تكن مراع خصيبة " لا تَخافي يا بَهائِمَ الحقول فإِنَّ مَراعِيَ البَرِّيَّةِ قدِ آخضَرَّت والشَّجَرَ حَمَلَ ثَمَرَه والتِّينَةَ والكَرمَةَ أعطيَتا ثَروَتَهما" (يؤيل 2: 22) وكان يسكنها البدو. وفي الرمزي " البَرِّيَّة " تعني أرض لم يباركها الله: تندر فيها المياه والنباتات، كما كان الحال في جنة الفردوس قبل هطول الأمطار (تكوين 2: 5)، وتستحيل فيها الحياة (أشعيا 6: 11). في هذه الأرض القاحلة تسكن الأرواح الشريرة (لاويين 16: 10، لوقا 8: 29) والشياطين، (لاويين 17: 7) والوحوش المؤذية الأخرى (أشعيا 13: 21، 14، صفنيا 2: 13-14). وبالإيجاز تعتبر البَرِّيَّة الأرض المالحة (ملح) التي تختلف عن الأرض المسكونة اختلاف اللعنة عن البركة.