وعد سيدنا يسوع المسيح تلاميذه في خطاب الوداع بعد العشاء الأخير (يوحنا 14: 15-26) أن يظلَّ حاضراً معهم بالرغم من رحيله عنهم، عن طريق إرسال الروح القدس إليهم في يوم العنصرة. ويوم العنصرة هو تكليل مسيرة فرح القيامة واختتام الزمن الفصحى. والعنصرة تشكّل جوهر الحياة المسيحيّة ومُنطلقاً أساسياً لولادة الكنيسة من خلال حلول الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين بعد قيامة يسوع من الموت بناء على وعد المسيح " إِنِّي أُرسِلُ إِلَيكم ما وَعَدَ بهِ أَبي. فَامكُثوا أَنتُم في المَدينَة إِلى أَن تُلبَسوا قُوَّةً مِنَ العُلى" (لوقا 24: 49)؛ أنّ الرُّوح القدس هو العامل الأساسي في البشارة الإنجيليّة: فهو الذي يدفع كلّ امرئ إلى إعلان الإنجيل، وهو الذي داخل قرارة الضمائر يدفع كلّ إنسان إلى قبول وإدراك "كلمة الخلاص". ويعلق البابا بندكتس السادس عشر، "الكثيرون يعترفون أنّهم مسيحيّون، لكنهم لا يستطيعون أن يُدلوا بشيْ عن الرّوح القدس، الذي هو حياة الكنيسة".