![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لوقا والفقر. إذا أردت أن تستعمل مالك استعمالاً صالحًا فأَعطِه. هذه هي نظرة لوقا. والوكيل الخائن (العديم الاستقامة) تعلّم كيف يستعمل المال ليربح أصدقاءَ فيستقبلونه في المَظالّ الأبديّة، في الآخرة (16: 9). ويجب خصوصًا إن نتجرّد من المال تجرّدًا حقًّا. نُعين المحتاجين، ونعطي الفقراء الذين لا يستطيعون أن يعاملونا بالمِثل (6: 30، 35؛ 11: 41؛ 14: 14؛ 8:19). نتحرّر من المال، ونكون فقراءَ حقًّا لنتبع المسيح. ليس مثال الفقر عند لوقا تجرّدًا باطنيًّا وحَسْب (الفقر بالروح)، بل تجرُّدٌ فعليٌّ وكاملٌ . في هذا المجال يعبّر الإِنجيليّ الثالث عن فكره بطريقة جَذريّة فيدعَمُ متطلّبات المسيح بكلمة أو بعبارة. وفي حدَث الشابّ الغنيّ، جعل لوقا جوابَ يسوع لا في جملة شرطيّة ("إن شئت " كما في متّى) بل في جملة جازمة (كما عند مرقس): "يُعوزك بعد شيء. بِعْ كلّ ما لك ووزّعه على المساكين ". لقد زاد لوقا لفظة صغيرة: "كلّ " (22:18) فدلّ على عُمق التجرّد. أورد متّى نصيحة يسوع: "من يسألْك فأَعطه ". فشدّد لو 6: 30: "كلُّ من سألك أَعطه " (أعطِه كلَّ مرّة يسألك). وكتب مت 6: 19- 20: "لا تكدّسوا لكم كنوزًا على الأرض، بل اكنُزوا لكم كنوزًا في السماء" (لا يحدّد متّى الطريقة). أما لو 33:12 فقال "بيعوا ما تَملك أيديكم وأعطوا صدقة. اصطنعوا لكم أكياسًا لا تفنى وكنزًا في السماوات لا ينفد". ونقرأ خبر دعوة بطرس وأندراوس. ناداهما يسوع فتركا شباكهما وتبعاه. هذا ما قاله متّى ومرقس. أمّا لوقا فكتب: "تركوا كلّ شيء وتبعوه " (11:5). تحدّث متّى ومرقس عن لاوي حين دعاه الربّ فقالا: "قام فتبعه ". أمّا لوقا فشدّد قائلاً: "ترك كلّ شيء وتبعه " (28:5). وفي 11: 41 و 33:14 أقحم لوقا بالقوة الدعوةَ آلى التجرّد الكامل وإلى الصدقة. وعلى الفقراء أنفسِهم أن يُعطوا من القليل الذي يملكون. فالذي يملك فقط ثوبَين، "يعطي من ليس له " (3: 11. خاصّ بلوقا). وفَلسُ الأرملة هو موضوع مديح من قِبَل يسوع: "إن هذه المرأة الفقيرة قد أعطت كلّ ما تملك " (4:21). وفي بداية سفر الأعمال ترسُم الإجمالات (2: 44- 45؛ 4: 34- 35) صورةً مثاليّة عن زمن الاندفاع الروحيّ الذي فيه تخلّى المؤمنون الأوّلون عن كلّ ما يملكون، وجعلوه مشتركًا ووزّعوه. في هذه الإجمالات التدوينيّة التي لا يرتبط فيها لوقا بمَراجعه، فهو يتكلّم من غنى قلبه، فيبسّط الواقع ويعبّر عن مثاله الخاصّ وعن طريقته الخاصة في تصوّر مسيحيّةٍ لا انقسامَ فيها في الفقر الإراديّ وفي المشاركة الأخويّة، في الابتهاج الروحيّ ورجاءِ الملكوت، في شفّافيّة المحَبّة. الخوراسقف بولس الفغالي |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الانبا نوفير والفقر الاختياري |
لقد خلع المسيح إلى الأبد حُلّة الاتضاع والفقر |
قصة الغنى والفقر |
الغني والفقر |
الفرق بين الغنى والفقر |