![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
درس من لوط ![]() َ فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن ( تك 13: 11 ) مَنْ يريد أن يختار، كثيراً ما يختار الأردأ! هذه العبارة التي كتبها ماتودان رينييه (1573ـ1613) قد أصبحت مَثَلاً في الحكمة القديمة الشعبية التي أحياناً كانت تقترب إلى حد ما من أفكار الكتاب المقدس. ولكن في أيامنا هذه قلما يكترث الناس بهذه الحكمة ولا بحكمة الله! ومع ذلك فليست فرص الاختيار هي التي تعوزنا. فمنذ السن المبكر، يسرع المراهق للاختيار: التوجيه المهني، الدراسات ...الخ واختيارات أخرى تُتاح تكون لها أحياناً عواقب حاسمة كسابقتها: الزملاء، أوقات الفراغ، الرياضة ...الخ. وهكذا تفرض علينا الحياة أن نستمر في الاختيار: اختيار شريك الحياة، وظيفة العمل، محل الإقامة ... وهكذا فإن القائمة لا نهاية لها! فكيف يمكن إذاً أن نتجنب الخطأ؟ فيما يتعلق بعلاقتنا مع الله، الطريق واضح: "فاختر الحياة لكي تحيا" ( تث 30: 19 ). وفي أولويات الحياة أيضاً "فاختارت مريم النصيب الصالح" ( لو 10: 38 -42). فإن كان الله يحبنا بهذا المقدار ليحثنا على اختيار أفضل ما عنده، فهل نتطاول نحن وندّعي أننا نعرف أكثر منه؟ وماذا عن اختياراتنا العملية لحياتنا اليومية؟ لقد رأى لوط "كل دائرة الأردن أن جميعها سقي"، غنية بالكلأ، الرخاء المادي مضمون فيها. فما الداعي إذاً للتردد؟ هل سكان سدوم؟ ربما ظن لوط أنه لن يحتاج إلى معاشرتهم، ولكنه سكن في مدن الدائرة، ثم نقل خيامه إلى سدوم، وأخيراً نراه جالساً في باب سدوم مثل الأعيان! وهناك فقد كل ما له حتى زوجته. يا لها من نهاية يؤسف لها نتيجة لاختيار رديء أصلاً! مَنْ إذاً يضمن لنا اختياراً بحسب الله؟ "مَنْ هو الإنسان الخائف الرب، يعلمه طريقاً يختاره" ( مز 25: 12 ). ما أعظم الأمان الذي لنا في هذا الوعد! لنتوكل إذاً على الرب ونطلب منه قائلين: "علمني طريقك"، قدني في "سبيل الصديقين" الذي هو "كنورِ مُشرق يتزايد ويُنير إلى النهار الكامل" ( أم 4: 18 ). |