لم يكن يقترب الى العمل الشاق الذى لشغل اليدين / ولا الى امور البيع والشراء الا بما يكفى لكمية الغذاء الضئيلة التى يتناولها فى اليوم . ولكنه برع فى عمل واحد ، وهو انه كان يصلى باستمرار دون توقف . وكان قد وضع لنفسه قانون ان يصلى ثلاثمائة صلاه يوميا . ووضع فى حضنه كميه من الرمل "لعله يقصد من الحصى " ، ومع كل صلاه يصليها كان يضع حبه منها فى يده .
هذا الراهب سأل القديس مقاريوس قائلا : يا أبى ، انى مغموم جدا " فسأله الشيخ ان يخبره عن سبب ضيقته . فأجابه قائلا : " لقد سمعت عن عذراء قضت فى الحياه النسكية ثلاثين سنة ، وقد اخبرنا " الاب اور " " اى الكبير " بخصوصها انها تتقدم اسبوعيا ، وانها تتلو خمسمائة صلاه فى اليوم . فلما سمعت هذا احتقرت نفسى جدا ، لانى لا استطيع ان اتلو أكثر من ثلاثمائة صلاه ".
حينئذ اجابه القديس مقاريوس وقال :
" اننى عشت فى الحياه النسكية ستين سنة . واتلو فى اليوم خمسين صلاه . واعمل بما فيه الكفاية لتزويد نفسى بالطعام . واستقبل الاخوة اللذين يأتون الى ، وأقول لهم ما يناسب .. وعقلى لا يلومنى على اننى مقصر من جهة الله . فهل أنت الذى تصثلى ثلاثمائة صلاه تدان من افاكراك ؟ ربما لا تقدم هذه الصلوات بنقاوة ، أو انك قادر على ان تعمل اكثر من هذا ، ولا تعمل .