لم يعتذر فيلبس قط بأن رسالته داخل الكنيسة التى خصصت له الاهتمام بالأمور المادية التى يمكن أن تستحوذ على كل وقته ، ولم يحمل الإنجيل الاجتماعى كرسالته الوحيدة بين الناس ، ولم يقل على الإطلاق ، لقد وزعت الخدمة فى الكنيسة فترك للرسل الخدمة المختصة بإنجيل الخلاص ، والمناداة بالكلمة الإلهية،.. إن فيلبس يوبخ إلى اليوم آلاف الخدام الذين هربوا ، عن قصد وعن غير قصد بعيداً عن مشقة الخدمة وعارها وتعبها ، إلى الغرف الوثيرة المكيفة ، والعمل الإدارى الواسع بحجة أنه من صميم الخدمة التى عليهم أن يقوموا بها ، لقد أدرك أن الخدمة أولا وأخيراً ينبغى أن تكون خدمة التبشير ، ... وأن الكنيسة يقاس نجاحها لا بعبقرية وعاظها ورعاتها الذين قد يهزون المنابر هزاً ، ويرفعون أصواتهم بالبلاغة والفصاحة ، بل أنها تقاس فى الواقع بكل عضو فيها يعلم أنه مدعو لخدمة الإنجيل ، وأينما ينتقل ويذهب ، فهو الإنجيل المتحرك لمجد يسوع المسيح !! .. ولا حاجة إلى القول إنه كلما تقلص دور العضو فى رسالة الخلاص ، كلما ضعفت الكنيسة ، وكلما وهن أثرها ، وكلما تساقطت النفوس الهالكة من حولها يوماً وراء يوم ، لأن الراعى أو القسيس ، مهما كانت قوته ، لا يستطيع أن يصل إلى كل نفس فى دائرة رعويته بدون مساندة الرعية ومعاونتها وخدمتهم !!