![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كتبت: جميلة على منذ 1 ساعة 39 دقيقة شاءت الأقدار أن تجعل ميدان التحرير مزارا يقصده ليس فقط المتشوقون للحرية، ولكن أيضا الكارهين لها من المتسولين والبلطجية وخريجي السجون الذين امتلأ بهم الميدان ليزاحموا الثوار مكانهم حمدى حسن من كبار بلطجية الميدان والمشهور بالـ "كبير"..أصبحت له الكلمة العليا فيه وكأنه حكر عليه، فهو يستقدم الفتيات ليبيعن الشاى لرواد التحرير قسرا تارة وبالحيلة والاستعطاف تارة أخرى، ولا تجرؤ واحدة من البائعات الجائلات على التواجد بالميدان للاسترزاق دون إذنه وتحت قيادته، ومن تخالف تعليماته يكون جزاؤها السحل والضرب وتحطيم أشيائها وطردها من الميدان. الميدان تحت السيطرة يعترف الـ" كبير" ،الذى إذا نظرت إلى قسمات وجهه القاسية وإذا استمعت إلى حديثه الذى لا يخلو من مفردات بذيئة تعرف على الفور أنك أمام بلطجى شديد الخطورة، أنه يستقدم العشرات من الشباب والفتيات صغار السن لتسريحهم بالتحرير لبيع الشاى وغيره ،من الأشياء التى رفض الافصاح عنها، ليؤكد أنه يساهم فى فتح بيوت كادت الثورة أن تغلقها وكأنه كما يصف نفسه "وطنى ومن أهم ثوار الميدان"! أثناء حديثى معه بدأ بالدفاع عن نفسه وعن فتياته بالرغم من عدم توجيه أى اتهام لهن ، حيث أكد أنه رجل مستقيم يكره البغاء، والفتاة التى تحاول الانحراف واستخدام مكان "أكل العيش" فى التحرير لأشياء أخرى يقوم بطردها من الميدان على الفور.. اجتاحني الفضول لمعرفة أسرار النساء والفتيات اللواتى يسرحهن هذا الرجل .. وكان لقائى الأول مع "نورا" امرأة فى بداية الأربعينات، تزوجت وعمرها 18 عاما من شاب عشقته ولكنه من نفس نوعية "الكبير" ، لتنجب منه اثنين الأولى طالبة فى معهد الخدمة الاجتماعية والثانى صبى فى الصف الثانى الإعدادى. بلطجية في بعض بدأت معاناة نورا بعد زواجها بعام تقريبا بعد تمادى زوجها فى شرب الخمور وتركه عمله بأحد المقاهي، مؤكدة علمها بكل تفاصيل حياته قبل الزواج ولكنها رغم ذلك تزوجته لأنها من أسرة لها نفس الميول حيث قالت باللفظ (بلطجية فى بعض) .. وأصبح على الزوجة الشابة أن تحصل على نفقات أسرتها، وبالفعل عملت كخادمة فى البيوت تارة وعاملة فى المدارس تارة أخرى إلى أن استقر بها الأمر لتعمل سكرتيرة عند أخيها الذى سافر إلى إحدى دول الخليج ليعود بعد 10 أعوام ليفتح مكتب فى وسط البلد، ورغم أنها شقيقته إلا أنه كان يعاملها بكل قسوة ويخفى عن الناس أنها شقيقته ويتعمد إهانتها كل هذا مقابل 150 جنيه هي كل مرتبها . تحملت نورا كل ذلك إلى أن جاء اليوم الذى أهانها فيه بقسوة أمام مجموعة من الضيوف ولم تستطع التحمل فتركت العمل مباشرة، مشيرة أن السبب الوحيد الذى جعل أخاها يسمح لها بالعمل عنده هو غيرة زوجته من أى سكرتيرة. ثم تستكمل: كان يوجد بالقرب من منزلي بائع فراخ طلب منى العمل معه فى تنظيف الفراخ مقابل 30 جنيها يوميا، فوافقت على الفور لأحصل على مصاريف أولادى. ولأنها امرأة بارعة الجمال تشعرك حين تراها بحميدة بطلة زقاق المدق التى تحدث عنها نجيب محفوظ في روايته الشهيرة ، فقد تعرضت وابنتها لمضايقات عديدة من زبائن الفراخ حتى اضطرت في النهاية لترك العمل بالمحل خوفا على ابنتها من الضياع، لتقع فى النهاية في أيدى الـكبير، الذى كما تصفه رجل سليط اللسان لكنه لا يجبرها على البغاء، وكل ما يطلبه منها هو الوقوف على" نصبة" بالتحرير لبيع الشاى . في التحرير..المرتب أكبر "ملك" .. قصة أخرى لفتاة جميلة مختلفة عن فتيات التحرير ليس فقط فى الزى والمظهر ولكن في الشكل أيضا، فبشرتها نضرة وليس بها جروح أو غيره من العلامات التى تتميز بها وجوه معظم فتيات التحرير. وإن اختلفت ملك في مظهرها عن بقية بائعات الميدان فقد تشابهت قصتها مع قصص البؤس والشقاء التي تعبر عن معاناتهن .. فهى ابنة لأب وأم مطلقين، عاشت فى بيت زوج أمها وأخواتها غير الشقيقات، مشيرة إلى عدم شعورها بأى غربة مع زوج أمها، وأنها حصلت على دبلوم التجارة وعملت فى إحدى بازارات الحسين وكانت تحصل على راتب 1000 جنيه شهريا، ثم تركت العمل فيه وآثرت العمل مع كبير التحرير الذى عرفتها عليه إحدى صديقاتها لتحصل على راتب أكبر كما تزعم، مؤكدة أن اليومية التى تحصل عليها من عملها مع الزعيم مقابل بيع الشاى أضعاف ماكانت تحصل عليه من عملها فى البازار، وأنها تشعر بالسعادة لحصولها على هذا الدخل ولحماية الكبير لها من أي مضايقات ، وكل أحلامها اختزلتها فى زوج يحبها ويحقق لها الأمان الذي تشعر به في الميدان. اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - بائعات التحرير:الكبير مسيطر والمكسب "100 فل" |
![]() |
|