ما اجمل هذا الوعد ، لا خوف وقت رقاد ، نوم هادئ و اضطجاع لذيذ .
هذا ما يعدنا به الله الذي يسهر علينا حين ننام لا ينعس هو و لا ينام ، حتى في المرض عند انحراف الصحة عندما يحتوينا الفراش ويحبسنا فيه وسط طعنات الالم ، وسط انين المعاناة ، وسط صرخات التعب يقول لك الله لا تخف ، نم في فراشك في أمان ، الله حولك و معك .
نم مطمئنا ً هادئا ً فالله يسهر عليك ، نم نوما ً لذيذا ً فالله معك ، وحين ينبلج نور الصباح تستيقظ نشطا ً قويا ً في صحة وعافية وحتى لو شاب نومك حلم مزعج ، كابوس ثقيل طرد الهدوء من نفسك فسوف تشرق الشمس ويأتي الفجر فيزيل آثاره ويمحوه من ذاكرتك .
في السجن وسط الحراس ، و رجلاه مقيدتان بالسلاسل و يداه مربوطتان كان بطرس نائما ً غارقا ً في نوم ٍ عميق ٍ لذيذ ، حتى حين جاء الملاك و ملأ نوره الساطع حجرة سجنه لم يستيقظ كان نومه عميقا ً لذيذا ً و اضطر الملاك ليوقظه أن يضرب جنبه حتى يتنبه ( اعمال الرسل 12 ) .
في اعماق السجن في غياهب الأسر ، في الظلام ، في القيود ، في انتظار الاعدام ، كان نائما ً نوما ً هادئا ً عميقا ً لذيذا ً . الله نفسه كان يحرسه و هو نائم و أمره الملاك ان يقوم و قام من النوم الهادئ و سقطت السلاسل و تكسرت و تمنطق و لبس نعليه و لبس ردائه و خرج من الابواب التي تفتحت أمامه .
هكذا يفعل الله لك يعطيك نوما ً هادئا ً وسط المخاطر ويمد يده إن شاء و يطلقك من كل أسر و يخرجك و يحررك .