كان رجل بار توفي ابنه فجاء أصدقاؤه لتعزيته. فجلس أمامه أحدهم قائلا: هل تسمح لي بكلمة التعزية؟ فأجاب: تفضل.
 فقال: كان لجدّنا الأول آدم ابن فمات ولكن آدم تعزّى في حزنه فافعل هكذا أنت أيضا. فأجاب البار: ألا يكفيني حزني أنا 
حتى أتذكر حزن آدم؟ فدخل صديق آخر ليقول له كلمة التعزية: كان لأيوب البار كثير من الأبناء والبنات وكلهم ماتوا في 
يوم واحد ولكنه تعزّى في حزنه فافعل أنت هكذا! فأجاب: ألا يكفيني حزني أنا حتى أتذكر حزن أيوب؟ فدخل صديق 
ثالث يقول: حدث مرة أن ملك صارم أعطى لرجل كنزا ثمينا ليحتفظ به. وكان الرجل لا يأكل ولا ينام حتى يهتمّ بذلك 
الكنز. فما رأيك: عندما يأتي الملك ليأخذ الكنز فهل يعيده له الرجل بفرح أو بدموع؟ فأجاب: طبعا يعيده بفرح لأنه نفّذ ما 
كلّف به. فأضاف الصديق: وهبك الله ابنا كنت ترعاه فترك هذا العالم وهو طاهر. ألا ينبغي لك أن تجد تعزية في أنك 
أرجعت الكنز الذي أعطي لك لتحتفظ به؟ فأجاب البار: إنني وجدت الآن تعزية في كلامك