![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أختي وأخي، لقد دافعت عن الإخوان المسلمين وهم يعتقلون عشوائيا على مدى العقود السابقة وحاربت النظام السابق على مدى عقود من أجل محاكمات عادلة لهم بعيدة عن قانون الطوارئ والمحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة، ولكنني لم أكن يوما- على الأقل منذ بلوغي ونضجي -متعاطفا مع الإسلام السياسي أو مع فكرة الإخوان المسلمين فى السلطة! وعندما قامت ثورة 25 يناير وظهرت إحتمالات وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، لم أدع خوفى من الإسلام السياسي يضعف من إيماني بالثورة ودعمي لها! لم أدع من حاولوا ترويعي من مستقبل الدولة الدينية أن يحيدوني عن تأييد الثورة ومطالبها المشروعة من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية! لم أنكر حق الإخوان المسلمين أو غيرهم من أن يعرضوا تصوراتهم المستقبلية لمصر وأن يشاركوا كأبناء لهذا البلد فى بناء مصر الحديثة!ولكني حزنت عندما أتى السعي المتعجل وإجراءات المجلس العسكري فى النهاية بديمقراطية صندوق لم تترك للشعب إلا أن يختار ما بين من يريدون العودة بمصر إلى الوراء عدة شهور ومن يريدون العودة بها عدة قرون! وربما كنت سأكون أكثر تعاطفا مع الإخوان المسلمين لو لم يتعهدوا أيام الثورة الا يرشحوا من بين صفوفهم أحدا لمنصب رئيس الجمهورية و بأنهم لن يحاولون تعدي نسبة معينة فى عضوية البرلمان، ولو لم يعلن المرشح مرسي فوزا مبكرا ولو لم يحتل أعضاء الجماعة ومؤيدي مرسي ميادين مصر الكبري بما فيها التحرير مهددين بعنف وحرق إذا لم يعلن فوز مرشحهم! ولكن على الرغم من تحفظاتي قبلت بما أعلنه القضاء من نتيجه وتمنيت من أعماق قلبي وعلى الرغم من شكوكي أن يكون الرئيس المنتخب هو مينا مصر الجديد الذي جاء ليوحد صفوف المصريين، و يقوم بما يلزم من عمل على أرض الواقع من أجل بناء التحالفات والثقة والتعاون مع القوي السياسية والاجتماعية فى مصر من أجل بناء مؤسسات الدولة الحديثة! بكل أسف لم يأتي مينا جديد بل ظهر فرعون آخر بعد أن أصدر إعلان دستوري أطاح من خلاله بما استمد من شرعية الصندوق معلنا بأنه لن يسأل عما فعله منذ أن تسلم الحكم وحتى إخطار آخر! لم يستطع الرئيس مرسي تفهم أن الديمقراطية التي أتت به إلى السلطة هى نفس المنظومة التى تسمح لخصومه الساسيين الخيار إما لمساندته أو العمل على إسقاطه، وأن الدرس الأول فى الديمقراطية هو أن يحاول المسئول المنتخب النجاح من خلال التحالف وبناء الثقة مع الخصوم وليس بمحاولة شل المعارضة وإضعاف الديمقراطية من أجل مكسب يخدم رؤيته الخاصة والتي ربما لا تعكس آمال الشعب العريضة!نعم يجب أن تكون هناك صلاحيات للرئيس كي يقوم بواجبه، ولكن ليس من المنطقي أن يتوقع الرئيس أن تسمح لع المعارضة أو السلطة الأخري الموجودة على الساحة وهي القضائية-تسمح له بأن يصول ويجول خاصة فيما يتعلق ببناء القاعدة التى سيقوم عليها مستقبل مصر! هذه لا يحدث فى أي ديمقراطية فى العالم! ما يؤسفني حقا فى موقف الرئيس مرسي ومؤيديه أن القوي السياسية والاجتماعية والسلطة القضائية التى يحاربونها الآن لم تحاول أن تضعف من إنجازات الرئيس فى إطار أى عمل له من أجل بداية عملية البناء والتنمية الاقتصادية أو تحسين البنية التحتية للمرافق فى مصر مثلا ولم يحاول أحدا أن يعطل أي جهود فيما أسماه بمشروع النهضة، وأن معظم جهود المعارضة هى من أجل عدم السماح للإسلام السياسي بالأنفراد بفرض حقائق سياسية ودستورية تدفع ثمنها مصر لعقود وربما قرون مقبلة! لقد أعطت الديمقراطية للرئيس مرسي والإخوان المسلمين أن يثبتوا حسن نيتهم تجاه مستقبل المصر لا لأن ينفردوا بالحقيقة المطلقة من خلال دستور لا يعكس آمال وآحلام الشعب الطيب ولا مطالب الثورة! لن أكتب هنا عن إخفاقات مشروع الدستور لأن هناك العديد الآراء المهنية المحترمة كتبت عن مدي تخلف المواد الدستورية عن ركب التطور الحقوقي العالمي وعن الالتزامات الدولية لمصر طبقا لما وقعته من إتفاقيات ملزمة بإحترام الحقوق الأساسية لحقوق الأنسان! ربما اعتقد البعض أن المخرج الوحيد الذى يحفظ سلام مصر هو أن ترجع المعارضة عن موقفها وتخلى التحرير وأن تترك الرئيس يقوم بعمله!إذا كان هذا هو رايك بيجب أن تعرف أنك تساند فكرة أنفراد الاسلام السياسي بإرساء قواعد الدولة الاسلامية وبان الوسيلة الوحيد لإخراج الإخوان من الحكم سيكون عن طريق ثورة أخرى! هناك فرصة بمخرج آخر جديرة به مصر وهو أن يقوم الرئيس بإلغاء الإعلان الدستوري وكل أعمال ومنتجات اللجنة التأسيسة للدستور وأن يمد يده بإخلاص لجميع القوي السياسية الإجتماعية فى مصر من أجل بناء قواعد حقيقة لدولة ديمقراطي حديثة جديرة بتارخ شعب مصر العظيم! هذه مرحلة تاريخية وحاسمة ستقرر مستقبل مصر وستقرر مكان الرئيس محمد مرسي فى التاريخ! ويجب أن نقرر الآن وأن نعلن صوتنا على الملأ حتى يسمع السيد الرئيس. هذا هو موقفي، ولن أدع من يتحدثون عن إستغلال المغرضون وعن مايسمون بالفلول لموقفي هذه أن يحيدونني عن مؤازرة من يدافعون عن الديمقراطية مثلما لم أدع خوفى من الإسلام السياسي أن يثنيني عن مؤازرة أخواتي وإخواني ثوار 25يناير! الحق بين والضلال بين، والخيار لكل منا. عبدالعزيز عبدالعزيز ناشط حقوقي |
![]() |
|