عندما هاجم رصين ملك آرام وفقح بن رمليا ملك إسرائيل آحاز ملك يهوذا (والد حزقيا الملك)، استجار آحاز بتغلث فلاسر ملك أشور، وأرسل له ذهبًا وفضةً، فصعد ملك أشور على دمشق وقتل رصين ملك آرام، وذهب آحاز إلى دمشق ليلتقي بتغلث فلاسر ليشكره ويقدم له فروض الطاعة والولاء، ويدخل تحت جناحي حمايته، وأبصر آحاز مذبحًا في دمشق سواء كان يخص الأراميين أو أن تغلث فلاسر أحضره معه، وسواء أعجب به، أو أنه أراد أن يقدم عباداته على شاكلة هذا المذبح ليتملق ملك أشور ليبسط عليه حمايته، فالنتيجة واحدة وهى أن آحاز أرسل رسم هذا المذبح الوثني إلى أوريا الكاهن ليصنع مثله: "ورَأَى الْمَذْبَحَ الَّذِي فِي دِمَشْقَ. وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ إِلَى أُورِيَّا الْكَاهِنِ شِبْهَ الْمَذْبَحِ وَشَكْلَهُ حَسَبَ كُلِّ صِنَاعَتِهِ. فَبَنَى أُورِيَّا الْكَاهِنُ مَذْبَحًا. حَسَبَ كُلِّ مَا أَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ كَذلِكَ عَمِلَ أُورِيَّا الْكَاهِنُ، رَيْثَمَا جَاءَ الْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ" (2مل 16: 10-11). وعندما جاء آحاز إلى أورشليم أصعد على هذا المذبح الذي على شاكلة المذبح الوثني ذبيحة السلامة، بعد أن أزاح مذبح المحرقة الذي صنعه سليمان وكان طوله 10م وعرضه 10م وارتفاعه 5م، فيبدو أن المذبح الجديد كان أضخم من المذبح الذي صنعه سليمان، ولذلك دعاه آحاز بالمذبح العظيم، وأوصى أوريا الكاهن بإصعاد الذبائح عليه: "وأَمَرَ الْمَلِكُ آحَازُ أُورِيَّا الْكَاهِنَ قَائِلًا: عَلَى الْمَذْبَحِ الْعَظِيمِ أَوْقِدْ مُحْرَقَةَ الصَّبَاحِ وَتَقْدِمَةَ الْمَسَاءِ، وَمُحْرَقَةَ الْمَلِكِ وَتَقْدِمَتَهُ، مَعَ مُحْرَقَةِ كُلِّ شَعْبِ الأَرْضِ وَتَقْدِمَتِهِمْ وَسَكَائِبِهِمْ، وَرُشَّ عَلَيْهِ كُلَّ دَمِ مُحْرَقَةٍ وَكُلَّ دَمِ ذَبِيحَةٍ. وَمَذْبَحُ النُّحَاسِ يَكُونُ لِي لِلسُّؤَالِ" (2مل 16: 15) ففي هذه الآية جاء ذكر المذبحين، الأول الذي على شاكلة المذبح الوثني ودعاه بالمذبح العظيم وأمر أوريا رئيس الكهنة بتقديم الذبائح والمحرقات عليه، والثاني مذبح النحاس الذي صنعه سليمان الملك، وقد تركه الملك جانبًا لحين احتياجه لمعرفة أمر ما عن المستقبل.
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "أمر الملك بتحريك مذبح النحاس ليكون في الجانب الشمالي كما في ركن ليس بذي أهمية أمام المذبح الذي صُنع مشابهًا لمذبح إله دمشق، فوضعه أمام الهيكل مباشرة... يبدو أن الملك وقد صار مولعًا بما رآه في دمشق بخصوص المذبح والهيكل الوثني... لقد أراد أن يُكرّم العبادة الوثنية عوض تكريم إله السماء، وكما قيل عنه: "وأسْخَطَ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِ" (2أي 28: 25)... أمر آحاز الملك أن يوقد الكاهن على المذبح الأشوري المحرقات مرضاة لملك أشور.