![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "لا تأكل رجسًا ما. هذه هي البهائم التي تأكلونها: البقر والضأن والمعز. والآيل والظبي واليحمور والوعل والرئم والثيتل والمهاة. وكل بهيمة من البهائم تشق ظلفًا وتقسمه ظلفين وتجتر، فإيَّاها تأكلون. إلاَّ هذه فلا تأكلوها ممَّا يجترّ وممَّا يشق الظلف المنقسم: الجمل والأرنب والوبر، لأنَّها تجترّ لكنَّها لا تشق ظلفًا فهي نجسة لكم. والخنزير لأنَّه يشق الظلف لكنَّه لا يجتر فهو نجس لكم. فمن لحمها لا تأكلوا وجثثها لا تلمسوا" [3-8]. الحيوانات المحلَّلة هي التي تتَّسم بالاجتراء ومشقوقة الظلف. إن أخذنا البقرة كمثال للاجتراء فإنَّها تحمل في داخلها معدة معقَّدة بها أكثر من مكان. ففي الصباح تأكل العشب الذي يدخل في موضع معيَّن في المعدة. وعند الظهيرة تستريح تحت ظل شجرة أو تقف خلف حائط تستظل وتبدأ في اجتراء ما سبق أن أكلت، فتنقله من موضعه في جزء معيَّن من المعدة إلى موضع آخر بعد أن تطحنه بأسنانها. هذه صورة للمؤمن الذي يجد في كلمة الله طعامه، يأكله ليجلس بين الحين والآخر يتأمَّل فيه. وكما يقول المرتِّل: [طوبى للرجل الذي في ناموس الرب يلهج نهارًا وليلًا] (مز 1: 2). * التأمُّل في الشريعة لا يعني مجرَّد قراءتها بل ممارستها. وكما يقول: الرسول بولس في موضع آخر: "فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1 كو 10: 31). القديس جيروم * لنحسب كل شيء ثانويًا بجانب الاستماع إلى كلمة الله، إذ لا يوجد وقت غير مناسب لها... بل كل الأوقات تناسبها. القديس يوحنا الذهبي الفم أمَّا الظلف المشقوق، فهو مشقوق من جانب علامة الانفصال، ومتَّحد من جانب علامة الوحدة. لهذا يشير الاجتراء إلى اللهج الدائم في كلمة الله، أو كما يرى العلامة أوريجانوس هو الانطلاق من المعنى الحرفي لكلمة الله إلى المعنى الرمزي. يشير شق الظلف إلى قبول المؤمن للكتاب المقدَّس بعهديه القديم والجديد، أو المؤمن الذي يعرف أن يتقدَّس في هذه الحياة الزمنيَّة ويكون مقدَّسًا في الحياة الأبديَّة، أو المؤمن الذي له إيمان ثابت في الآب والابن. من يسير بظلفٍ مشقوق من جانب ومتَّحد من الجانب الآخر، هو ذاك الذي يعرف كيف يسير بروح التمييز. يعرف ما لحياته الزمنيَّة وما هو حدودها، وما هو لحياته الأبديَّة وكيف تشغله. أمَّا عن الوحدة فإنَّه في كل سلوكه اليومي والتعبُّدي لا ينفصل قط عن مسيحه بل يسلك في المسيح يسوع ربنا. يقول الرسول بولس: "فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه" (كو 2: 6). إن كان الظلف يشير إلى ما هو ميِّت في جسمنا، فإن شق الظلف يشير إلى شق ما هو ميِّت فينا، أي الإماتة عن الشهوات القاتلة للنفس. ولعلَّ السبب في رفض الأطعمة النجسة غالبًا لأنَّها كانت تستخدم كذبائح للأوثان مثل الخنزير والجمل. وفي فلسطين كان هذان الحيوانان يأكلان الحشائش السامة وكثيرًا ما تصيبهما الحشرات الضارة. الله لا يطيق النجاسة والعجيب أن الشعب في عناده يطلب ما هو نجس، لذا يقول في إشعياء النبي: "شعب يغيظني بوجهي دائمًا، يذبح في الجنات ويبخِّر على الآجر، يجلس في القبور، ويبيت في المدافن، يأكل لحم الخنزير، وفي آنية مرق لحوم نجسة" (إش 65: 3-4).لقد قدَّم لهم أنواعًا مختلفة من الحيوانات التي يمكن أكل لحمها حتى متى أشار إلى الامتناع عن حيوانات نجسة مثل الخنزير لا يتضايقوا. |
![]() |
|