بقوة الروح القدس تحبل مريم بابن الله وكلمته (لو34:1– 35). إنّ رسالة الروح القدس مرتبطة دائماً ومرتّبة لرسالة الإبن، كما يقول الرب يسوع نفسه: “جميع ما هو للآب هو لي، ولذلك إنّه يأخذ مما لي ويخبركم به” (يو 15:16).
وبما أنّ الروح القدس هو الرب معطي الحياة، فقد أرسل ليقدّس حشا العذراء مريم، ويخصبه إلهياً، ويجعلها تحبل بابن الآب الأزلي في بشرية معطاة منها.
وابن الآب هذا هو “المسيح” أي الذي مُسح بالروح القدس، منذ بداية وجوده البشري. وقد أعلن ذلك تباعاً للرعاة والمجوس ويوحنا المعمدان والتلاميذ، كما نقرأ في الأناجيل (كتاب التعليم المسيحي، 485-486).
هكذا ظهر مضمون تحية الملاك “ممتلئة نعمة، الرب معك” وهو أنّ الآب وجد في مريم “مكان سكناه” حيث يسكن ابنه وروحه القدوس بين البشر.