![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "وقصَّها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام، وحين تقوم" [7]. إذ تدخل الوصية القلب يصير المؤمن قادرًا على تعليم أولاده وأحفاده بلغة الحب والبساطة مع الغيرة المتقدة والإخلاص. فإن الإنسان، خاصة الأبناء يحبون من يتحدث معهم خلال القلب. قلوبهم تتقبل بفرح ما يصدر عن قلوب آبائهم. يقول "قصها على أولادك وتكلم بها" [7]. يُطالبنا لا أن نردد الوصية فحسب بل نعلم أولادنا بكل اجتهاد. فلا يقف الأب موقف المعلم الذي يلقي عظات ويقدم أوامر،إنما يتحدث بلغة الحب حيث "يقص ويتكلم"، فإذ تدخل كلمة الرب إلى القلب تصير جزءً من حياتنا، فنتكلم بروح الحب وبلغة الحياة. إذ يتسع قلب المؤمن الحقيقي بالحب يحمل ظلًا لأبوة الله، فيشعر أن كل من حوله أشبه بأولاد له، فتعليمه الوصية لا يقف عند أولاده حسب الجسد، بل يمتد إلى كل إنسان، لكي يدخل بكل أحدٍ إلى المجد. "وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك" [7]. حين يجلس المؤمن في بيته يُدرك أنه في بيت الرب، حديثه مع أهل بيته هو في الرب، ما ينطق به إنما هو ما ينطق به الرب نفسه، أي يحمل كلمات الرب بروح الفرح إلى إخوته. حين يجلس في بيته مع الزوج أو الزوجة أو مع الأبناء، أو مع الخدم والعاملين لديه أو مع أصدقائه لا يجد ما يتحدث به غير كلمات الرب. * عندما تعرج إلى منزلك ناقش هذه الأمور مع أهل بيتك، كما يفعل كثيرون عندما يرجعون من الحدائق فإنهم يقطفون وردة أو أي نوع من الزهور ويضعونها بين أصابعهم. والبعض عندما يتركون الحدائق ليذهبوا إلى منازلهم يأخذون معهم أغصان أشجار محملة بالفواكه. وآخرون أيضًا إذ يأتون من الولائم المملوءة بالمشتهيات يحملون منها إلى من يعولونهم. هكذا يليق بك حقًا عندما تترك هذا الموضع أن تأخذ نصيحة معك لزوجتك ولأولادك وكل أهل بيتك. فإن هذه النصيحة أكثر نفعًا من البستان والحديقة والوليمة. هذه الورود لن تذبل، هذه الثمار لن تسقط، هذه المشتهيات لن تفسد. الأولى تعطي لذة مؤقتة، أما الأخيرة فنفعها باقٍ. القديس يوحنا الذهبي الفم "وحين تمشي في الطريق" [7]، لا يخجل المؤمن من الحديث عن وصية الرب حتى في الطريق إذ يلتقي بأناس لا يعرفهم. "وحين تنام، وحين تقوم" [7]، يبدأ الإنسان ليله بالحديث عن الوصية، وينشغل بها حين يبدأ نهاره. تشغل كل كيانه، حتى في أحلامه، وفي أثناء عمله اليومي. |
![]() |
|